كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 7)

٢٠١٠٥ - قال مقاتل بن سليمان: ثم قال يعنيهم: {ها أنتم هؤلاء} قوم الخائن {جادلتم عنهم} نبيكم {في الحياة الدنيا} عن طعمة، {فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا} يعني به: قومه. يقول: أم من يكون لطعمة مانعًا في الآخرة (¬١) [١٨٣٨]. (ز)


{وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (١١٠)}

٢٠١٠٦ - عن علي بن أبي طالب، قال: سمعت أبا بكر يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ما من عبد أذْنَب، فقام فتوضأ، فأحسن وضوءه، ثم قام فصلّى، واستغفر من ذنبه؛ إلا كان حقًّا على الله أن يغفر له؛ لأنه يقول: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}» (¬٢). (٤/ ٦٩٢)
٢٠١٠٧ - عن علي بن أبي طالب، قال: كنتُ إذا سمعتُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا نفعني الله بما شاء أن ينفعني منه، وحدثني أبو بكر، وصدق أبو بكر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما مِن مسلم يُذنِب ذَنبًا، ثم يتوضأ فيصلي ركعتين، ثم يستغفر الله لذلك الذنب؛ إلّا غَفَرَ له». وقرأ هاتين الآيتين: {ومَن يَعْمَلْ سُوءًا أوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرْ اللَّهَ يَجِدْ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا}، {والَّذِينَ إذا فَعَلُوا فاحِشَةً أوْ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ} [آل عمران: ١٣٥] (¬٣). (ز)
---------------
[١٨٣٨] ذكر ابنُ عطية (٣/ ١٩) أنّ الخطاب بهذه الآية للقوم الذين يتعصبون لأهل الرِيَب والمعاصي، وأنه يشمل بعمومه أهل النازلة.
ثم رجَّح مستندًا إلى ظاهر لفظ الآية كونه لأهل التعصب في الواقعة، فقال: «وهو الأظهر عندي؛ بحكم التأكيد بـ {هؤُلاءِ}، وهي إشارة إلى حاضرين».
_________
(¬١) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ٤٠٥.
(¬٢) أخرجه ابن مردويه في تفسيره -كما في تفسير ابن كثير ٢/ ٤٠٩ - من طريق داود بن مهران الدباغ، عن عمر بن يزيد، عن أبي إسحاق، عن عبد خير، عن علي، عن أبي بكر به.
وفي سنده عمر بن يزيد، هو أبو حفص الأزدي، ذكره الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ١٣/ ١١، وقال عنه الذهبي في تاريخ الإسلام ٤/ ٧٠٠: «لم يضعف». ومثله يتوقف في روايته إلا ما توبع عليه.
(¬٣) أخرجه أحمد ١/ ١٧٩ (٢)، ١/ ٢١٨ - ٢١٩ (٤٧)، وابن ماجه (١٣٩٥)، وأبو داود (١٥٢١)، والترمذي (٤٠٦)، وابن حبان (٦٢٣) من طريق عثمان بن المغيرة الثقفي، عن علي بن ربيعة الوالبي، عن أسماء بن الحكم الفزاري، عن علي به.
حسنه الترمذي، وصححه ابن حبان، والألباني في صحيح أبي داود - الأم ٥/ ٢٥٢.

الصفحة 67