كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 7)

فوقهم} المطر، {ومن تحت أرجلهم} من نبات الأرض (¬١) [٢١٣٦]. (ز)


{مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (٦٦)}
٢٣٠٣٨ - عن أنس بن مالك -من طريق يعقوب بن زيد بن طلحة، عن زيد بن أسلم- قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكَر حديثًا. قال: ثم حدَّثهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «تَفَرَّقت أمةُ موسى على إحدى وسبعين ملة؛ سبعون منها في النار، وواحدةٌ في الجنة، وتفرَّقت أمةُ عيسى على اثنتين وسبعين ملة؛ واحدةٌ منها في الجنة، وإحدى وسبعون منها في النار، وتعلوا أُمتي على الفريقين جميعًا بملة واحدة في الجنة، وثنتان وسبعون منها في النار». قالوا: مَن هم، يا رسول الله؟ قال: «الجماعاتُ الجماعاتُ». قال يعقوب بن زيد: كان علي بن أبي طالب إذا حدَّث بهذا الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلا فيه قرآنًا: {ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا} إلى قوله: {ساء ما يعملون}. وتلا أيضًا: {وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون} [الأعراف: ١٨١]. يعني: أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - (¬٢). (٥/ ٣٨١)

٢٣٠٣٩ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {منهم أمة مقتصدة} وهم مُسلِمةُ أهل الكتاب (¬٣).
(٥/ ٣٧٩)

٢٣٠٤٠ - عن مجاهد بن جبر -من طريق عبد الله بن كثير- يقول: تفرَّقت بنو
---------------
[٢١٣٦] ذكر ابنُ عطية (٣/ ٢١٥) في قوله: {لأكلوا من فوق ومن تحت أرجلهم} ما جاء في آثار السلف، ثم ذكر قولًا آخر عزاه لابن جرير والزجاج أنّهما قالا: «الكلام استعارة ومبالغة في التوسعة، كما يقال: فلان قد عمَّه الخير من قَرنه إلى قَدمه». ونقل عن النقاش أنّ المعنى: «{لأكلوا من فوقهم} أي: من رزق الجنة، {ومن تحت أرجلهم} من رزق الدنيا، إذ هو من نبات الأرض».
_________
(¬١) أخرجه ابن جرير ٨/ ٥٦٤.
(¬٢) أخرجه أبو نعيم في الحلية ٣/ ٢٢٦ - ٢٢٧ مطولًا، من طريق أبي معشر، عن يعقوب بن زيد بن طحلان، عن زيد بن أسلم، عن أنس بن مالك به.
قال أبو نعيم: «هذا حديث غريب من حديث زيد، عن أنس، لم نكتبه إلا من حديث أبي معشر، عن يعقوب». وقال ابن كثير ٣/ ١٤٩: «وهذا حديث غريب جدًّا من هذا الوجه، وبهذا السياق».
(¬٣) أخرجه ابن جرير ٨/ ٥٦٤ - ٥٦٥. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.

الصفحة 689