كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 7)

رِسالَتَهُ واللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ) (¬١) [٢١٣٨]. (٥/ ٣٨٣)

نزول الآية:
٢٣٠٥١ - عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي ظَبْيان- قال: سُئِل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ آيةٍ أُنزِلت مِن السماءِ أشدُّ عليك؟ فقال: «كنتُ بمنًى أيامَ مَوْسمٍ، واجْتَمَع مشركو العرب وأفناءُ الناس في الموسم، فأُنزِل عليَّ جبريلُ، فقال: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}». قال: «فقُمْتُ عند العَقَبة، فنادَيتُ: يا أيُّها الناس، مَن يَنصُرُني على أن أُبَلِّغَ رسالات ربي ولكم الجنة؟ أيُّها الناس، قولوا: لا إله إلا الله وأنا رسول الله إليكم. تُفْلِحوا، وتُنجِحوا، ولكم الجنة». قال: «فما بقِي رجلٌ ولا امرأة ولا صبيٌّ إلا يَرمُون عليَّ بالتراب والحجارة، ويَبْزقُون في وجهي، ويقولون: كذّابٌ صابِئٌ. فعرَض عَلَيَّ عارِضٌ، فقال: يا محمد، إن كنتَ رسول الله فقد آن لك أن تَدْعُوَ عليهم كما دعا نوحٌ على قومِه بالهلاك». فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهُمَّ، اهْدِ قومي فإنهم لا يَعلَمون، وانصُرْني عليهم أن يُجيبُوني إلى طاعتك». فجاء العباس عمُّه، فأنقذَه منهم، وطرَدهم عنه. قال الأعمش: فبذلك تَفْتَخرُ بنو العباس، ويقولون: فيهم نزَلت: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء} [القصص: ٥٦]. هَوِي النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا طالب، وشاء اللهُ عباس بن عبد المطلب (¬٢). (٥/ ٣٨٤)

٢٣٠٥٢ - عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- في قوله - عز وجل -:
---------------
[٢١٣٨] قال ابنُ تيمية (٢/ ٥٠٨) مُعَلِّقًا على ما جاء في قول ابن مسعود من أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بتبليغ الناس أنّ عليًّا مولى المؤمنين: «دعوى المُدَّعي أنّ إمامة عليٍّ هي مما بلَّغها، أو مِمّا أُمر بتبليغها لا تثبت بمجرد القرآن، فإنّ القرآن ليس فيه دلالة على شيء معين، فإن ثبت ذلك بالنقل كان ذلك إثباتًا بالخبر لا بالقرآن، فالقرآن لا يدل على ذلك عمومًا ولا خصوصًا».
_________
(¬١) عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
وهي قراءة شاذة من دسائس الرافضة. انظر: فتح القدير ٢/ ٨٦، وفتح البيان ٤/ ١٩.
(¬٢) أخرجه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة ١٠/ ١٣ - ١٤ (٢) من طريق الأعمش، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن عباس به.
وفي سنده قابوس بن أبي ظبيان، قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب (٥٤٤٥): «فيه لين».

الصفحة 692