كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 7)

{يا أيُّها الرسول بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إلَيْكَ مِن رَبِّكَ وإنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ واللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ}، قال: نزلت في علِيٍّ، أُمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يبلغ فيه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيد عَليٍّ، فقال: «مَن كنت مولاه فعَلِيٌّ مولاه، اللَّهُمَّ، والِ مَن والاه، وعادي مَن عاداه» (¬١). (ز)

٢٣٠٥٣ - عن أبي سعيد الخدري -من طريق العوفي- قال: نزلت هذه الآية: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومَ غَديرِ خُمٍّ (¬٢)، في عليِّ بن أبي طالب (¬٣) [٢١٣٩]. (٥/ ٣٨٣)

٢٣٠٥٤ - عن مجاهد بن جبر -من طريق سفيان، عن رجل- قال: لَمّا نزلت: {بلغ ما أنزل إليك من ربك}، قال: «يا ربِّ، إنما أنا واحدٌ، كيف أصنعُ يَجْتَمِعُ عليَّ الناس؟». فنزلت: {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} (¬٤). (٥/ ٣٨٢)

٢٣٠٥٥ - عن الحسن، أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنّ الله بَعَثني برسالتِه، فضِقْتُ بها ذَرْعًا، وعرَفتُ أنّ الناس مُكَذِّبِيَّ، فوعَدني لأُبَلِّغَنَّ أو لَيُعَذِّبَنِّي، فأنزل: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك}» (¬٥). (٥/ ٣٨٢)
---------------
[٢١٣٩] انتقد ابنُ تيمية (ينظر ٢/ ٥٠٨) مستندًا إلى زمن النزول ما جاء في قول أبي سعيد الخدري - رضي الله عنهما - أنّ الآية نزلت في علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما - يوم غدير خُمٍّ، وذهب إلى أنّ هذه الآية إنما نزلت قبل حجة الوداع بمدة طويلة، ويوم الغدير إنما كان ثامن عشر ذي الحجة بعد رجوع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الحج.
_________
(¬١) أخرجه الثعلبي ٤/ ٩٢.
إسناده ضعيف جدًّا، وينظر مقدمة الموسوعة.
والمرفوع منه أخرجه أحمد ٢/ ٢٦٢ (٩٥٠)، ٢/ ٤٣٤ (١٣١١)، ٣٠/ ٤٣٠ (١٨٤٧٩) علي والبراء وبعضه مختصرًا دون آخره، وأخرجه الترمذي ٥/ ٦٣٣ (٣٧١٣) عن أبي سريحة، أو زيد بن أرقم مختصرًا دون آخره، وكذلك ابن ماجه عن سعد بن أبي وقاص ١/ ٤٥ (١٢١).
(¬٢) غدير خُم: غدير معروف بين مكة والمدينة. لسان العرب (خمم).
(¬٣) أخرجه الواحدي في أسباب النزول ص ٢٠٢، وابن عساكر في تاريخه ٤٢/ ٢٣٧ من طريق علي بن عابس، عن الأعمش وأبي الجحاف، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري به.
قال الألباني في الضعيفة ١٠/ ٥٨٩ (٤٩٢٢): «موضوع».
(¬٤) أخرجه سفيان الثوري في تفسيره ص ١٠٤، ومن طريقه ابن جرير ٨/ ٥٦٨، وابن أبي حاتم ٤/ ١١٧٣ (٦٦١٣) مرسلًا.
(¬٥) أورده الثعلبي ٤/ ٩١ مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ مرسلًا.

الصفحة 693