كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 7)

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٩)}
٢٣٠٩٤ - قال مقاتل بن سليمان: {إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا} يعني: الذين صدَّقوا، {والَّذِينَ هادُوا} يعني: اليهود، {والصّابِئُونَ} هم قوم من النصارى صبأوا إلى دين نوح، وفارقوا هذه الفرق الثلاث، وزعموا أنهم على دين نوح - عليه السلام -، وأخطأوا لأن دين نوح - عليه السلام - كان على دين الإسلام، {والنصارى} إنما سموا نصارى لأنهم ابتدعوا هذا الدين بقرية تُسَمّى: ناصرة، قال الله - عز وجل -: {مَن آمَنَ} مِن هؤلاء {بِاللَّهِ واليَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صالِحًا} وأدّى الفرائض من قبل أن يُبعث محمد - صلى الله عليه وسلم - فله الجنة، ومَن بقي منهم إلى أن يبعث محمد - صلى الله عليه وسلم - فلا إيمان له إلا أن يُصَدِّق بمحمد - صلى الله عليه وسلم -، فمَن صَدَّق بالله - عز وجل - أنّه واحد لا شريك له، وبما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم -، وبالبعث الذي فيه جزاء الأعمال {فلا خوف عليهم} (¬١). (ز)


{فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٩)}
٢٣٠٩٥ - عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار- في قوله: {فلا خوف عليهم} يعني: في الآخرة، {ولا هم يحزنون} يعني: لا يحزنون عند الموت (¬٢). (ز)

٢٣٠٩٦ - قال مقاتل بن سليمان: {فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} من العذاب، {ولا هُمْ يَحْزَنُونَ} من الموت (¬٣). (ز)
---------------
(¬١) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ٤٩٣.
وتقدمت الآثار في بيان المراد بالصابئين في تفسير قوله تعالى: {إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا والَّذِينَ هادُوا والنَّصارى والصّابِئِينَ مَن آمَنَ بِاللَّهِ واليَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صالِحًا فَلَهُمْ أجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ولا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: ٦٢]، وقد أحال ابن جرير ٨/ ٥٧٥ تفسيرها إلى هناك، بينما أعاده ابن أبي حاتم ٤/ ١١٧٦ كعادته.
(¬٢) أخرجه ابن أبي حاتم ٤/ ١١٧٧ (٦٦٣٣).
(¬٣) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ٤٩٤.

الصفحة 702