كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 7)

٢٣١١٦ - عن عقبة بن عامر الجهني: كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جيش، فسرَّحت ظهر أصحابي، فلمّا رجعت تلقاني أصحابي يبتدروني، فقالوا: بينا نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أذَّن المؤذن، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وجبت بهذا الجنة». ونظر بعضنا إلى بعض، قال: «لِمَن لقي الله يشهد أن لا إله إلا هو وحده، وأنّ محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل الجنة». وهي عرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أبي طالب أن يقول: «لا إله إلا الله وحده، وأنّ محمدًا رسول الله، أشفع لك بها». فأبى الله ذاك، وغلبت عليه شقوته. وقال أبو لهب (¬١): ملةَ الشيخ، يا ابن أخي. فقال الله: {إنَّكَ لا تَهْدِي مَن أحْبَبْتَ} [القصص: ٥٦]. وهي التي قال الله: {مَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنها وهُمْ مِن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ * ومَن جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ} [النمل: ٨٩ - ٩٠]. ولا إله إلا الله كلمة الإخلاص، وهي الحسنة، والسيئة كلمة الإشراك، قال الله تعالى: {إنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أنْ يُشْرَكَ بِهِ} [النساء: ٤٨]. وقال: {إنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ}. وكما حرم الإشراك على الجنة، فكذلك حرم الإخلاص على النار، وقال: {تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنهُ وتَنْشَقُّ الأَرْضُ وتَخِرُّ الجِبالُ هَدًّا * أنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ ولَدًا} [مريم: ٩٠ - ٩١]. فكما عد (¬٢) لهذا وأَنْكَرْنَهُ فرِحْنَ ورَضِينَ لِمَن قال: لا إله إلا الله وحده، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. وهي رأس العبادة، ورأس الحكمة، ورأس الإيمان، ومفاتيح الجنة، والصراط المستقيم، وبها آمن أهل السماوات وأهل الأرض (¬٣). (ز)
---------------
(¬١) كذا في مطبوعة المصدر، والمشهور أن القائل أبو طالب.
(¬٢) كذا في المطبوع والمخطوط كما ذكر محققه، ولعل الصواب: هُددن.
(¬٣) أخرجه الروياني في مسنده (ط ٢) ١/ ١٨٦ - ١٨٧ (٢٤٦)، من طريق محمد بن عزيز حدثنا سلامة عن عقيل بن خالد الأيلي عن ابن شهاب عن عقبة بن عامر به.
إسناده ضعيف جدا، فيه: محمد بن عزيز فقال ابن حجر في التقريب (٦١٣٩): «فيه ضعف وقد تكلموا في صحة سماعه من عمّه سلامة»، وعمّه سلامة هو ابن روح فقال ابن حجر في التقريب (٢٧١٣): «صدوق له أوهام، وقيل: لم يسمع من عمِّه [يعني: عقيل بن خالد]، وإنما يحدث من كتبه».

الصفحة 707