كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 7)

جُفاةٌ جَهَلةٌ. فاجتمَع جماعةٌ مِن الأشْعَريِّين، فدخلوا على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: ذكَرْتَ طوائفَ مِن المسلمين بخير، وذكَرْتَنا بشَرٍّ، فما بالُنا؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَتُعَلِّمُنَّ جيرانَكَم، ولَتُفَقِّهُنَّهم، ولتُفَطِّنُنَّهم، ولَتَأْمُرُنَّهم، ولَتَنْهَوُنَّهم، أو لأُعاجِلَنَّكم بالعقوبة في دار الدنيا». فقالوا: يا رسول الله، فأما إذن فأَمْهِلْنا سنةً، ففي سنةٍ ما نُعلِّمُهم ويتعلَّمون. فأَمْهَلهم سنةً، ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون* كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون} (¬١). (٥/ ٣٩٧)

٢٣١٤٤ - عن أبي عبيدة بن الجراح مرفوعًا: «قَتلَتْ بنو إسرائيل ثلاثةً وأربعين نبيا مِن أول النهار، فقام مائة واثنا عشر من عُبّادِهم، فأمروهم بالمعروف، ونَهَوْهم عن المنكر، فقُتِلوا جميعًا في آخر النهار، فهم الذين ذكَر الله: {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل}» الآيات (¬٢). (٥/ ٤٠٠)

٢٣١٤٥ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود} يعني: في الزبور، {وعيسى} يعني: في الإنجيل (¬٣). (٥/ ٣٩٨)

٢٣١٤٦ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- في قوله: {لعن الذين كفروا} الآية، قال: لُعِنوا بكلِّ لسانٍ؛ على عهد موسى في التوراة، ولُعنوا على عهد عيسى في الإنجيل، ولُعنوا على عهد داود في الزبور، ولُعِنوا على عهد محمد - صلى الله عليه وسلم - في القرآن (¬٤). (٥/ ٣٩٨)
---------------
(¬١) أخرجه ابن عساكر في تاريخه ٣٢/ ٥٧ - ٥٨ (٦٦١٨)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة ١/ ٣٦٦ (١١١٨) مختصرًا من طريق بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيان، عن أبي سلمة، عن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه به.
قال أبو نعيم: «ولا يصح لابن أبزى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - رواية، ولا له صحبة ورؤية». وقال الهيثمي في المجمع ١/ ١٦٤ (٧٤٨): «فيه بكير بن معروف، قال البخاري: ارم به. ووثقه أحمد في رواية، وضعفه في أخرى. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به».
(¬٢) أخرجه ابن جرير ٥/ ٢٩١، وابن أبي حاتم ٢/ ٦٢٠ (٣٣٣٢). وأورده الديلمي في الفردوس ٥/ ٣٦١ (٨٤٤١) واللفظ له، من طريق أبي الحسن مولى بني أسد، عن مكحول، عن قبيصة بن ذؤيب الخزاعي، عن أبي عبيدة بن الجراح به.
قال البزار ٤/ ١١٠: «لم أسمع أحدًا سمّى أبا الحسن». وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٧/ ٢٧٢: «فيه ممن لم أعرفه اثنان». وقال الألباني في الضعيفة ٦/ ٢٩٧ - ٢٩٨ (٢٧٨٣): «منكر جِدًّا».
(¬٣) أخرجه ابن جرير ٨/ ٥٨٦ - ٥٨٧، وابن أبي حاتم ٤/ ١١٨١ - ١١٨٢ (٦٦٦٢).
(¬٤) أخرجه ابن جرير ٨/ ٥٨٦، وابن أبي حاتم ٤/ ١١٨٢ (٦٦٦٣). وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.

الصفحة 716