كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 7)

ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك}، يعني: أسير بن عروة، وأصحابه. إلى قوله: {فسوف نؤتيه أجرا عظيما} (¬١). (٤/ ٦٧٧ - ٦٨٠)

٢٠١٣٣ - قال عبد الله بن عباس -من طريق الضحاك- ثم قال: {ولو فضل الله عليك ورحمته} يعني به: الإسلام، والقرآن {لهمت طائفة منهم} يعني: من ثقيف {أن يضلوك} وذلك أنّ وفد ثقيف قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: يا محمد، قد جئناك نبايعك على أن لا حشر، ولا بعث، ولا نكسر أصنامًا بأيدينا، على أن تُمَتِّعنا بالعُزّى سَنَة. فلم يجبهم إلى ذلك، وعصمه الله بمَنِّه، وأخبره بنعمته عليه أنه في حفظه وكلاءته، فلا يخلص إليه أمر يكرهه. فقال: {وما يضلون إلا أنفسهم} يعني: وفد ثقيف، {وما يضرونك من شئ} يعني: لا يستطيعون أن يزيلوا عنك النبوة وقد جعلك الله لها أهلًا (¬٢). (ز)

٢٠١٣٤ - عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق ابن جريج- قوله: {ولولا فضل الله عليك ورحمته} لمحمد - صلى الله عليه وسلم - {لهمت طائفة} قوم طعمة (¬٣). (٤/ ٦٨٧)

٢٠١٣٥ - عن الحسن البصري: ثم قال لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {ولولا فضل الله عليك ورحمته} إلى قوله: {وكان فضل الله عليك عظيما}. فأُبْرِئَ اليهوديُّ، وأخبر بصاحب الدرع. قال: قد افتضحت الآن في المسلمين، وعلموا أني صاحب الدرع، ما لي إقامة ببلد. فتراغم، فلحق بالمشركين (¬٤). (٤/ ٦٨٥)

٢٠١٣٦ - قال الحسن البصري: ثم قال لنبيه - عليه السلام -: {ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك} فيما أرادوا من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يعذر عن صاحبهم، {وما يضلون إلا أنفسهم} أي: حين جاءوا إليك لتعذره، {وما يضرونك} ينقصونك من شيء (¬٥). (ز)

٢٠١٣٧ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: ثم ذكر الأنصار، وإتيانها إيّاه أن ينضح (¬٦) عن صاحبهم، ويجادل عنه، فقال: {لهمت طائفة منهم أن
---------------
(¬١) أخرجه الترمذي (٣٠٣٧)، وابن جرير ٧/ ٤٥٨ - ٤٦٢، وابن أبي حاتم ٤/ ١٠٥٩ - ١٠٦٠، والحاكم ٤/ ٣٨٥ - ٣٨٨. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.
(¬٢) تفسير الثعلبي ٣/ ٣٨٣ - ٣٨٤.
(¬٣) أخرجه ابن جرير ٧/ ٤٦٨ - ٤٦٩. وعزاه السيوطي إلى سنيد، وابن المنذر.
(¬٤) عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(¬٥) ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/ ٤٠٥ - .
(¬٦) نضح عنه: ذبَّ ودفع، ونضح الرجل: رَدَّ عنه. لسان العرب (نضح).

الصفحة 73