كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 7)

٢٠١٥٤ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس}، قال: مَن جاءك يُناجيك في هذا فاقبل مناجاته، ومَن جاء يناجيك في غير هذا فاقطع أنت ذاك عنه، لا تُناجيه (¬١) [١٨٤٣]. (٥/ ٥)

آثار متعلقة بالآية:
٢٠١٥٥ - عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أنّ عمر بن الخطاب اطلع على أبي بكر وهو يَمُدُّ لسانه، قال: ما تصنع، يا خليفة رسول الله؟ قال: إنّ هذا الذي أوردني الموارد، إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ليس شيء من الجسد إلا يشكو ذِرْبَ (¬٢) اللسان على حِدَّته» (¬٣). (٥/ ١٠)

٢٠١٥٦ - عن عبد الله بن مسعود أنّه أتى على الصفا، فقال: يا لسان، قُل خيرًا تغنم، أو اصمت تسلم، من قبل أن تندم. قالوا: يا أبا عبد الرحمن، هذا شيء تقوله أو سمعتَه؟ قال: لا، بل سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إنّ أكثر خطايا ابن آدم في لسانه» (¬٤). (٥/ ٩)
---------------
[١٨٤٣] ذكر ابنُ عطية (٣/ ٢٢) أنّ المُسارَّة مصدرٌ، وقد تُسَمّى به الجماعة، كما يقال: قوم عدل ورضا، ثم قال: «وتحتمل اللفظة في هذه الآية أن تكون الجماعة، وأن تكون المصدر نفسه، فإن قدرناها الجماعة فالاستثناء متصل، كأنه قال: لا خير في كثير من جماعاتهم المنفردة المتسارة إلا مَن. وإن قدرنا اللفظة المصدر نفسه، كأنه قال: لا خير في كثير من تناجيهم، فالاستثناء منقطع بحكم اللفظ، ويقدر اتصاله على حذف مضاف، كأنه قال: إلا نجوى مَن».
_________
(¬١) أخرجه ابن أبي حاتم ٤/ ١٠٦٥.
(¬٢) الذِّرْب: فاسد اللسان سيء الألفاظ. القاموس (ذرب).
(¬٣) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت ص ٥٠ - ٥١ (١٣)، والبيهقي في الشعب ٧/ ٢٤ - ٢٥ (٤٥٩٦).
قال الهيثمي في المجمع ١٠/ ٣٠٢ (١٨١٧٥): «رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح غير موسى بن محمد بن حيان، وقد وثقه ابن حبان». وقال المناوي في فيض القدير ٥/ ٣٦٧ (٧٦٠٥): «رمز -السيوطي- لحسنه»، وقال تعليقًا على كلام الهيثمي: «وأقول: ليس توثيقه بمتفق عليه فقد أورده الذهبي في الضعفاء وقال: ضعفه أبو زرعة». وقال الألباني في الصحيحة ٢/ ٧١ (٥٣٥): «فالحديث صحيح الإسناد على شرط البخاري».
(¬٤) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت ص ٥٣ (١٨)، والبيهقي في الشعب ٧/ ١٦ - ١٧ (٤٥٨٤).
قال البيهقي: «تابعه يحيى بن يحيى، عن أبي بكر النهشلي». وقال أبو نعيم في الحلية ٤/ ١٠٧: «غريب من حديث الأعمش. تفرد به عنه أبو بكر النهشلي». وقال المنذري في الترغيب والترهيب ٣/ ٣٤٢ (٤٣٥١): «رواه الطبراني، ورواته رواة الصحيح، وأبو الشيخ في الثواب، والبيهقي بإسناد حسن». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/ ٢٩٩ - ٣٠٠ (١٨١٥٤): «رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح». وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ص ٩٩٨: «بسند حسن». وقال الألباني في الصحيحة ٢/ ٧٠ (٥٣٤): «وهذا إسناد جيد، وهو على شرط مسلم».

الصفحة 77