كتاب وفيات الأعيان (اسم الجزء: 7)

إلى مراكش كما ذكرناه توفي في غرة جمادى الأولى، وقيل في شهر ربيع الآخر في سابع عشره، وقيل في غرة صفر، سنة خمس وتسعين وخمسمائة بمراكش، وقيل إنه مات بمدينة سلا، والله أعلم. وكانت ولادته على ما ذكر هو ليلة الأربعاء رابع شهر ربيع الأول سنة أربع وخمسين وخمسمائة، رحمه الله تعالى، ولم ينقل شيء من أحواله بعد ذلك إلى حين وفاته.
قلت: ثم حكى لي جمع كثير بدمشق في شهر شوال سنة ثمانين وستمائة أن بالقرب من المجدل، البليدة التي من أعمال البقاع العزيزي، قرية يقال لها حمّارة، وإلى جانبها مشهد يعرف بقبر الأمير يعقوب ملك المغرب، وكل أهل تلك النواحي متفقون على ذلك وليس عندهم فيه خلاف، وهذا القبر بينه وبين المجدل مقدار فرسخين من جهتها القبلية بغرب، والله أعلم (1) .
وكان ملكاً جواداً عادلاً متمسكاً بالشرع المطهر، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر كما ينبغي من غير محاباة ويصلي بالناس الصلوات الخمس، ويلبس الصوف (2) ، ويقف للمرأة وللضعيف ويأخذ لهم بالحق. وأوصى أن يدفن على قارعة الطريق ليترحم عليه من يمر به.
وسمعت عنه حكاية يليق أن نذكرها ها هنا وهي: أن الأمير الشيخ أبا محمد عبد الواحد بن الشيخ أبي حفص عمر والد الأمير أبي زكريا يحيى بن عبد الواحد صاحب إفريقية كان قد تزوج أخت الأمير يعقوب المذكور وأقامت عنده، ثم جرت (3) بينهما منافرة فجاءت إلى بيت أخيها الأمير يعقوب، فسير الأمير عبد الواحد طلبها فامتنعت عليه، فشكا الأمير عبد الواحد ذلك إلى قاضي الجماعة بمراكش، وهو القاضي أبو عبد الله محمد بن علي بن مروان، فاجتمع القاضي المذكور بالأمير يعقوب وقال له:
__________
(1) قلت ... أعلم: سقط من ر س بر من، وهو بهامش المسودة، وثابت في المختار وع ق.
(2) هنا سقط في المسودة، وقد أكمل النص بخط مخالف.
(3) ع: حتى جرت.

الصفحة 10