كتاب وفيات الأعيان (اسم الجزء: 7)

ويعطيه مالاً، فقال يوسف: اعرض الموتى علي، فغمه حتى مات وعرضه عليه ميتاً.
وقال المدائني: ولي يوسف بن عمر صالح بن كريز ولاية، فخرجت عليه ثلاثون ألفاً فحبس بها، وبلال بن أبي بردة يومئذ محبوس، فقال له بلال: إنّ على العذاب سالماً، ويلقب رتبيل، فإياك أن تقول له رتبيل فإنه يكره ذلك، وجعل بلال يردد عليه القول في ذلك، فعذبه سالم، فنسي اسمه وكنيته وجعل يقول له: يا رتبيل اتق الله، وكرر عليه القول في ذلك من ألم العذاب، وهو يقول اقتل، من غيظه عليه، فلما خلي عنه قال له بلال: ألم أنهك عن رتبيل فقال: وهل أوقعني في رتبيل غيرك!! أنا ما كنت أعرف رتبيل لولا أنت، وما تدع شرك في سراء ولا ضراء.
وقال المدائني أيضاً: كان على شرط يوسف بن عمر العباس بن سعد المري، وكان كاتبه قحذم بن سليمان بن ذكوان وزياد بن عبد الرحمن مولى ثقيف، وعلى حرسه وحجابته جندب، وفيه يقول الشاعر:
أتانا أمير شديد النكال ... لحاجب حاجبه حاجب وقال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر في " تاريخ دمشق ": بلغني أن يوسف بن عمر كان قد أخذ مع آل الحجاج بن يوسف الثقفي ليعذب، ويطلب منه المال، فقال: أخرجوني لأسأل، فدفع إلى الحارث بن مالك الجهضمي يطوف به، وكان مغفلاً، فانتهى به إلى دار لها بابان، فقال يوسف: دعني أدخل هذه الدار فإن فيها عمة لي أساءلها، فأذن له، فدخل وخرج من الباب الآخر وهرب، وذلك في خلافة سليمان بن عبد الملك. وكان يوسف يسلك طرائق ابن عم أبيه الحجاج بن يوسف في الصرامة والشدة في الأمور وأخذ الناس بالمشاق، ولم يزل على ذلك إلى حين عزله.
وذكر عمر بن شبة النميري في كتاب " أخبار البصرة " أن يوسف بن عمر وزن درهماً فنقص حبة، فكتب إلى دور الضرب بالعراق فضرب

الصفحة 107