كتاب وفيات الأعيان (اسم الجزء: 7)

له: كان قلت (1) مسافة كذا كذا سنة، قال: لو قلت هذا عرف الجماعة الحاضرون غرضي، وكان قصدي الإبهام عليهم. وله نوادر كثيرة يطول ذكرها.
وكنت يوماً عنده وقد قدم من الموصل رجل من فضلاء المغاربة في علم الأدب، فحضر حلقته وبحث في دروسه بحث رجل فاضل، وجرى ذكر مباحث جرت له في الموصل مع جماعة من أدبائها وقال: كنت عند ضياء الدين نصر الله بن الأثير الجزري - قلت: وقد سبق ذكره (2) - قال فتحاورنا وتناشدنا، فأنشدته قول بعض المغاربة قلت: هذه الأبيات ذكر أبو اسحاق الحصري أنها لبعض مشايخ القيروان، رواها عنه ولم يعينه (3) ؛ وهي:
ومعذرين كأن نبت خدودهم ... أقلام مسك تستمد خلوقا
قرنوا البنفسج بالشقيق ونضدوا ... تحت الزبرجد لؤلؤاً وعقيقا
فهم الذين إذا الخليّ رآهم ... وجد الهوى بهم إليه طريقا قلت: ونصف البيت الثاني مثل قول ابن الذروي المصري في أبياته التي سبق ذكرها في ترجمة المبارك بن منقذ وهو قوله:
جلا تحت ياقوت اللمى ثغر لؤلؤ ... رطيبا (4) وأبدى شارباً من زمرذ ومن المنسوب إلى أبي محمد الحسن بن علي المعروف بابن وكيع التنيسي - المقدم ذكره في حرف الحاء (5) -:
جوهري الأوصاف يقصر عنه ... كلّ فهم وكل ذهن دقيق
__________
(1) بر: كنت تقول.
(2) انظر ج 5: 389.
(3) ثبت في المطبوعة المصرية بعد هذا: " قلت: وغالب ظني أنه أبو الحسن علي بن عبد الغني الحصري، (ر والمسودة: المقدم ذكره) والأبيات التي أنشدها (والمسودة: هي، ثم وجدت أن الحصري المذكور أنشدها) ولم يذكر أنها له رأيتها في بعض المجاميع منسوبة إلى أبي الحجاج الشاعر المشهور " (ر والمسودة: والله أعلم) وقد رمج المؤلف عليه في مسودته، ووضع بدله ما أثبتناه في المتن. وقد مر بيتان منها في زيادات نسختي ص د في الجزء الأول الصفحة: 394، وهو مما يدل على أن تلك الزيادة دخيلة.
(4) خ بهامش المسودة: عقد لؤلؤ نضيد.
(5) انظر ج 3: 104.

الصفحة 50