كتاب وفيات الأعيان (اسم الجزء: 7)

فيها من التمزق ما لو أنه ... مرت بها ريح الصبا لتقشعت
تحكي تخرق طيلساني إنها ... منه تعلمت البلى فتضعضعت
لا فرّج الرحمن عنه إنه ... أعدى ثيابي كلها فتقطعت
فلتحمد الله الجبال فإنها ... لو قارنته تخشعت وتصدعت وله فيه أيضاً:
يا ابن حرب كسوتني طيلسانا ... يُزرع الرفو فيه وهو سباخ
مات رفاؤه ومات بنوه ... وبدا الشيب في بنيهم وشاخوا وقال فيه أيضاً:
طيلسانٌ لو كان لفظاً إذن ما ... شك خلقٌ في أنه بهتان فهو كالطور إذا تجلى له الله فدكت قواه والأركان ...
كم رفوناه إذ تمزق حتى ... بقي الرفو وانقضى الطيلسان وله فيه أيضاً:
يا ابن حرب إني أرى في زوايا ... بيتنا مثل من كسوت جماعه طيلسانٌ رفوته ورفوت الرفو منه وقد رقعت رقاعه ...
فأطاع البلى فصار خليعاً ... ليس يعطي الرفاء في الرفو طاعه
فإذا سائلٌ رآني فيه ... ظن أني فتىً من أهل الصناعه وله فيه أيضاً:
قل لابن حربٍ طيلسا ... نك قوم نوح منه أحدث
هو طيلسانٌ لم يزل ... عمن مضى من قبل يورث
فإذا العيون لحظته ... فكأنه باللحظ يحرث
يودي إذا لم أرفه ... فإذا رفوت فليس يلبث كالكلب إن تحمل عليه الدهر أو تتركه يلهث ...

الصفحة 97