كتاب توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم (اسم الجزء: 7)

بَكْرٍ فَنَزَعَ ذَنُوبًا، أَوْ ذَنُوبَيْنِ، فَنَزَعَ نَزْعًا ضَعِيفًا، وَاللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ فَاسْتَقَى فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَفْرِي فَرْيَهُ، حَتَّى رَوِيَ النَّاسُ وَضَرَبُوا الْعَطَنَ)).
[خ: ٣٦٧٦]
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ رُؤْيَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، بِنَحْوِ حَدِيثِهِمْ.
قوله: ((عَلَى قَلِيبٍ)): القليب هو: البئر غير المطوية. والنزع: الاستقاء.
وقوله: ((اسْتَحَالَتْ غَرْبًا))، أي: تحولت غِربًا، وهو الدلو الكبير.
وقوله: ((فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ)): العبقري: السيد، وقيل: الذي ليس فوقه شيء.
وقوله: ((حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ)): معناه: أرووا إبلهم، ثم آووها إلى عطنها، وهو الموضع الذي تساق إليه بعد السقي لتستريح (¬١)، يعني: حتى رويت الإبل وشربت، واستقرت في مكانها الذي هو العطن.
وفي هذا الحديث: منقبة للشيخين رضي الله عنهما، وهذا المنام احتج به بعضهم على خلافة الصديق رضي الله عنه، وأن هذا نص في ذلك، والجواب: أن هذا ليس نصًّا، بل هذا المنام كشفٌ للمستقبل، وإخبارٌ بما سيحصل، وليس نصًّا في خلافته، ولو كان نصًّا في خلافة الصديق رضي الله عنه لكان نصًّا بخلافة عمر رضي الله عنه، ولم يقل أحد: إن خلافة عمر رضي الله عنه وردت بالنص، فدل على أنه ليس نصًّا في خلافة أبي بكر رضي الله عنه.
وقوله: ((بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ، رَأَيْتُنِي عَلَى قَلِيبٍ عَلَيْهَا دَلْوٌ)): لأن النبي صلى الله عليه وسلم هو الإمام، وهو رسول الله، وهو إمام المسلمين.
---------------
(¬١) شرح مسلم، للنووي (١٥/ ١٦١).

الصفحة 23