كتاب توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم (اسم الجزء: 7)

[٢٤٠٣] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنَزِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ عُثْمَانَ ابْنِ غِيَاثٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَائِطٍ مِنْ حَائِطِ الْمَدِينَةِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ، يَرْكُزُ بِعُودٍ مَعَهُ بَيْنَ الْمَاءِ وَالطِّينِ، إِذَا اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ، فَقَالَ: ((افْتَحْ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ)) قَالَ: فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ فَفَتَحْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ قَالَ: ثُمَّ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ: ((افْتَحْ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ)) قَالَ: فَذَهَبْتُ، فَإِذَا هُوَ عُمَرُ، فَفَتَحْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ آخَرُ قَالَ: فَجَلَسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ((افْتَحْ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تَكُونُ)) قَالَ: فَذَهَبْتُ، فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ قَالَ: فَفَتَحْتُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ قَالَ: وَقُلْتُ: الَّذِي قَالَ: فَقَالَ: ((اللَّهُمَّ صَبْرًا أَوِ اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ)).
[خ: ٣٦٩٣]
قوله: ((يَرْكُزُ بِعُودٍ)): هو بضم الكاف، أي: يضرب بأسفله ليثبته في الأرض.
في هذا الحديث: الشهادة لهؤلاء الصحابة الثلاثة رضي الله عنهم بالجنة.
وفيه: علم من أعلام النبوة؛ فالنبي عليه الصلاة والسلام لا يعلم من الغيب إلا ما علَّمه الله، فهو صلى الله عليه وسلم قال هذا بوحي من الله، كما في قوله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ}.
وفيه: من علامات النبوة ومن الدلائل أنه بشَّر عثمان رضي الله عنه بالجنة على بلوى تصيبه، وقد حصلت البلوى من الثوار الذين أحاطوا ببيته رضي الله عنه، وآذوه وتكلموا فيه وانتقدوه، ثم بعد ذلك قتلوه.
وفيه: أن الله هو المستعان؛ إذ الإنسان يستعين بربه في الصبر على المصائب والشدائد.

الصفحة 35