كتاب توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم (اسم الجزء: 7)

رضي الله عنهم، والأمة لا تجتمع على ضلالة.
ثم إن قوله: ((أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى))، يعني: في الاستخلاف في المدينة في غزوة تبوك، كما استخلف موسى عليه السلام هارون حين ذهب لميقات ربه للمناجاة، وليس المراد الخلافة بعده؛ بدليل أن هارون عليه السلام توفي قبل موسى عليه السلام بنحو أربعين سنة.
والرافضة ينفون النصوص الكثيرة الواردة في فضائل الصحابة رضوان الله عنهم وعلى رأسهم: أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، ولهذا كفروهم- والعياذ بالله- وقالوا: إنهم ارتدوا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخفوا النصوص التي فيها النص على خلافة عليٍّ رضي الله عنه بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا تكذيب لله؛ لأن الله تعالى زكَّى الصحابة، وعدَّلهم، ووعدهم بالجنة، فمن كفَّرهم وفسَّقهم فقد كذَّب الله، ومن كذَّب الله كفر- نسأل الله السلامة والعافية.
وليس هذا السبب الوحيد في تكفير الرافضة، بل هناك أسبابٌ أُخَرُ، منها: أنهم يعبدون آل البيت ويتوسلون بهم ويدعونهم من دون الله، بل غَلَوا فيهم ورفعوهم فوق منزلة الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين، قال الخميني: ((إن لأئمتنا لهم مقام لا يصل إليه ملك مقرب ولا نبي مرسل)) (¬١)، نسأل الله العافية!
---------------
(¬١) الحكومة الإسلامية، للخميني (ص ٥٢).

الصفحة 40