كتاب توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم (اسم الجزء: 7)

رضي الله عنه، وسأل ابنته رضي الله عنها، فقال: ((أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ؟ )) فَقَالَتْ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ فَغَاضَبَنِي، فَخَرَجَ فَلَمْ يَقِلْ عِنْدِي))، يعني: لم ينم القيلولة عندنا، وإنما نام في المسجد.
وفيه: أن الإنسان قد يكون بينه وبين أهله مغاضبة ولو كان من أفضل الناس وخير الناس، فعلي رضي الله عنه من الخلفاء الراشدين ومن المبشرين بالجنة، وفاطمة رضي الله عنها سيدة نساء أهل الجنة، وقد حصل بينهما مغاضبة في بعض أمور الدنيا.
وفيه: أن الإنسان لو حصل مغاضبة بينه وبين أهله ينبغي له أن يخرج من البيت حتى لا يشتد الخصام والنزاع، ويؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، وهذا الفعل من أسباب إزالة الغضب، كما جاء في حديث أبي ذر رضي الله عنه من استحباب تغيير الغضبان حالَه، فإذا كان قائمًا جلس، وإذا كان جالسًا اضطجع (¬١)، وجاء في الحديث الآخر أمره بالوضوء (¬٢)؛ لكي يطفئ نار الغضب، كل هذه الأمور تخفف الغضب، وتعين على كظمه.
---------------
(¬١) أخرجه أحمد (٢١٣٤٨)، وأبو داود (٤٧٨٢).
(¬٢) أخرجه أبو داود (٤٧٨٤)، والطبراني في الكبير (٤٤٣).

الصفحة 54