كتاب توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم (اسم الجزء: 7)

وقد أنزل الله تعالى في ذلك آياتٍ تتلى إلى قيام الساعة، فقال تعالى: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ} وهو زيد بن حارثة رضي الله عنه، أنعم الله عليه بالإسلام، وأنعمتَ عليه بالعتق {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ}، وهي زينب رضي الله عنها لما جاء يشكوها إليه، وكانت زوجته، {وَاتَّقِ اللَّهَ} في أمورك عامة، وفي أمر زوجك خاصة، {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ} والذي أخفاه، أنه لو طلقها زيد لتزوجها صلى الله عليه وسلم، {وَتَخْشَى النَّاسَ} في عدم إبداء ما في نفسك {وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ}، وأن لا تباليهم شيئًا، ثم أخبره أنه سيتزوجها، فقال تعالى: {فلما قضى زيد منها وطرًا زوجناكها}، وبين الله تعالى الحكمة في ذلك، فقال: {لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم} وهو الابن الْمُدَّعى {إذا قضوا منهن وطرًا}، أي: طابت نفوسهم، ورغبوا عنهن، وفارقوهن، فأمر الله تعالى أن يتزوج زوجة ابنه الدعي؛ حتى يهدم التبني، فهدم الله تعالى التبني وأبطله، وأبطل الأحكام المترتبة عليه.

الصفحة 76