كتاب توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم (اسم الجزء: 7)

وأفضل الصحابة: أبو بكر الصديق رضي الله عنه، بإجماع أهل السنة والجماعة؛ فإن عيسى ابن مريم عليه السلام حين ينزل في آخر الزمان يكون من هذه الأمة، فيكون أبو بكر رضي الله عنه هو أفضل هذه الأمة بعد نبيها عيسى عليه السلام؛ لأن عيسى عليه السلام نبي ومن هذه الأمة، ثم يليه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ثم يلي أبا بكر في الفضيلة: عمر، ثم يليه عثمان، ثم يليه علي، ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنهم جميعًا، هذا هو الصواب الذي عليه أهل السنة والجماعة، فترتيبهم في الفضيلة كترتيبهم في الخلافة، قال ابن أبي العز رحمه الله: ((وقد روي عن أبي حنيفة تقديم علي على عثمان، ولكن ظاهر مذهبه تقديم عثمان، وعلى هذا عامة أهل السنة)) (¬١).
أما من قدم عليًّا رضي الله عنه في الخلافة على عثمان رضي الله عنه فهو كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية: ((الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، رضي الله عنهم. ومن طعن في خلافة أحد من هؤلاء الأئمة؛ فهو أضل من حمار أهله)) (¬٢)؛ ولهذا قال العلماء: ((من قدم عليا على عثمان فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار)) (¬٣)، يعني: احتقر رأيهم؛ لأنهم أجمعوا على تقديم عثمان رضي الله عنه على عليٍّ رضي الله عنه في الخلافة.
وذهبت الرافضة إلى أن أفضل الصحابة: علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وذهب بعضهم إلى أن أفضل الناس: ابن عباس رضي الله عنهما، وبعضهم قال: أفضلهم: جعفر رضي الله عنه، وهذه كلها أقوال باطلة.
والصواب الذي عليه أهل السنة والجماعة: أن أفضل الناس أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، ثم البقية العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنهم جميعًا، ثم السابقون الأولون من المهاجرين، وقد اختلف فيهم فقيل: هم من صلى
---------------
(¬١) شرح الطحاوية، لابن أبي العز (٢/ ٧٢٧).
(¬٢) العقيدة الواسطية، لابن تيمية (ص ١١٨).
(¬٣) مجموع الفتاوى، لابن تيمية (٤/ ٤٢٦).

الصفحة 8