كتاب توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم (اسم الجزء: 7)

حبها رزقًا؛ فكونك تُرزق حبَّ المؤمنين وحب الصالحين، وحب الأخيار والأتقياء فهذا دِين، وهذا فضل عظيم، وهذا من عملك الصالح الذي يوفقك الله إليه، فقد رزق النبي صلى الله عليه وسلم حب هذه المؤمنة الصديقة التقية التي سبقت للإسلام والإيمان غيرَها، والتي قدَّمت نفسها ومالها للنبي صلى الله عليه وسلم، ونصرة لدينه.
حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا غِرْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ، مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ لِكَثْرَةِ ذِكْرِهِ إِيَّاهَا، وَمَا رَأَيْتُهَا قَطُّ.
قول عائشة رضي الله عنها: ((وَمَا رَأَيْتُهَا قَطُّ)): لأن عائشة رضي الله عنها كانت صغيرة وقتئذٍ، والنبي صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة رضي الله عنها وهي بنت تسع سنين، وهي تلعب مع البنات، وخديجة رضي الله عنها توفيت قبل ذلك بثلاث سنين، فلم تدركها، ولم ترها، ولم تعرفها.

[٢٤٣٦] حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمْ يَتَزَوَّجْ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى خَدِيجَةَ حَتَّى مَاتَتْ.
في هذا الحديث: شيء من مناقب خديجة رضي الله عنها، وهو أنه صلى الله عليه وسلم لم يتزوج عليها حتى ماتت، وهي أم جميع أولاده صلى الله عليه وسلم، ما عدا إبراهيم فمن ماريا القبطية، وقد توفي إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الرضاع.

الصفحة 87