كتاب توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم (اسم الجزء: 7)

بَصَرَهُ إِلَى السَّقْفِ، ثُمَّ قَالَ: ((اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الْأَعْلَى))، قَالَتْ عَائِشَةُ: قُلْتُ: إِذًا لَا يَخْتَارُنَا، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَعَرَفْتُ الْحَدِيثَ الَّذِي كَانَ يُحَدِّثُنَا بِهِ وَهُوَ صَحِيحٌ فِي قَوْلِهِ: ((إِنَّهُ لَمْ يُقْبَضْ نَبِيٌّ قَطُّ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ ثُمَّ يُخَيَّرُ))، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَكَانَتْ تِلْكَ آخِرُ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَوْلَهُ: ((اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الْأَعْلَى)).
[خ: ٤٤٣٧]
قولها: ((فَأَشْخَصَ بَصَرَهُ))، يعني: رفع بصره إلى السماء، ولم يحرك جفنه.
وقوله: ((اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الْأَعْلَى)): الرفيق الأعلى: النبيون الذين يسكنون الفردوس من الجنة.
وفي هذه الأحاديث: أن عائشة رضي الله عنها لما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ)) قالت: إنه خُيِّرَ واختار، أي: اختار الموت عليه الصلاة والسلام، وفي لفظ أنها قالت: ((إِذًا لا يَخْتَارُنَا)).

الصفحة 99