كتاب التمهيد - ابن عبد البر - ت بشار (اسم الجزء: 7)

عليِّ بن يزيدَ، عن القاسم، عن أبي أُمامةَ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من بَدَأ بالسَّلام، فهُو أوْلَى بالله ورسُولِهِ" (¬١).
وحدَّثنا عبدُ الوارِثِ بن سُفيانَ، قال: حدَّثنا قاسمٌ، قال: حدَّثنا أبو يحيى بن أبي مسَرَّةَ (¬٢)، قال: حدَّثنا إسماعيلُ بن عيسى بن سُليم البصريُّ. وحدَّثنا عبدُ الوارِثِ، قال: حدَّثنا قاسمٌ، قال: حدَّثنا أبو قِلابةَ، قال: حدَّثنا عُمرُ بن عامِرٍ أبو حَفْصٍ، واللَّفظُ لحديثهِ، قالا: حدَّثنا عُبيدُ الله بن الحسنِ القاضي بالبَصرةِ، قال: حدَّثنا الجُريريُّ، عن أبي عُثمان النَّهديِّ، قال: سمِعتُ عُمر بن الخطّابِ يقولُ: قال رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا الْتَقَى المُسْلِمانِ، فسلَّمَ أحدُهُما على صاحِبِهِ، كان أحبَّهُما إلى الله أحسنُهُما بِشْرًا لصاحِبِهِ، فإذا تَصافَحا، أنزلَ اللهُ عليهِما مئةَ رحمةٍ، منها تِسعُونَ للَّذي بَدَأ بالمُصافَحةِ، وعَشْرٌ لصاحِبِهِ" (¬٣).
وقد ذكرنا المُصافَحَةَ وفضلَها في بابِ محمدِ بن المُنكدِرِ من كِتابِنا هذا، والحمدُ لله.
وقد رُوِيَ عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في الهِجْرةِ آثارٌ شِدادٌ، فيها تغليظٌ، منها:
---------------
(¬١) أخرجه أحمد في مسنده ٣٦/ ٦١١ (٢٢٢٧٩) عن قتيبة بن سعيد، به. وأخرجه أيضًا في المسند ٣٦/ ٥٣٠، ٥٨٩، ٦٥٥ (٢٢١٩٢، ٢٢٢٥٢، ٢٢٣١٧)، والطبراني في الكبير ٨/ ١٧٩، ٢٠٠، ٢١٣ (٧٧٤٣، ٧٨١٤، ٧٨٥٨)، وفي مسند الشاميين ٢/ ٤٣ (٨٨٧) من طرق عن القاسم، به. وانظر: المسند الجامع ٧/ ٤٣٥ (٥٢٩٦).
(¬٢) في م: "ميسرة"، محرَّف. وهو أبو يحيى عبد الله بن أحمد بن زكريا بن أبي مسرَّة. انظر: تاريخ الإسلام ٦/ ٥٦٠.
(¬٣) أخرجه البزار في مسنده ١/ ٤٣٧ (٣٠٨)، والدولابي في الكنى ١/ ٣٢٨ (١١٦٣)، والبيهقي في شعب الإيمان ٦/ ٢٥٣ (٨٠٥٢)، وابن كثير في مسند الفاروق ٢/ ٦٤٨ من طرق عن أبي حفص عمر بن عامر، به.

الصفحة 23