كتاب التمهيد - ابن عبد البر - ت بشار (اسم الجزء: 7)

"أليسَ يُصلِّي؟ " قال: بلى ولا صلاةَ لهُ، فقال رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُولئكَ الذين نهاني اللهُ عنهُم" (¬١).
قال القاضي: وحدَّثنا أبو الوليدِ الطَّيالِسيُّ، قال: حدَّثنا اللَّيْثُ بن سعدٍ، قال: حدَّثنا ابنُ شِهاب، عن عَطاءِ بن يزيدَ، عن عُبيدِ الله بن عديِّ بن الخيارِ، أنَّ رجُلًا من الأنصارِ حدَّثهُ: أنَّ رجُلًا من الأنصارِ أتَى رسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يستأذِنُهُ في قتلِ رجُلٍ من المُنافِقينَ، فقال: "أليسَ يشهَدُ أن لا إله إلّا اللهُ؟ " قال: بلى، ولا شهادَةَ لهُ. قال: "أليسَ يشهدُ أنَّ محمدًا رسُولُ الله؟ " قال: بلى، ولا شهادَةَ لهُ. قال: "أليسَ يُصلِّي؟ " قال: بلى، ولا صلاةَ لهُ. فقال رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُولئكَ الذين نُهيتُ عنهُم" (¬٢) (¬٣).
قال القاضي: وحدَّثنا إسماعيلُ بن أبي أُويسٍ، قال: حدَّثني أبي، قال: حدَّثنا ابنُ شِهاب، أنَّ عطاء بن يزيدَ الجُنْدَعيَّ حدَّثهُ، أنَّ عُبيدَ الله بن عديِّ بن الخيارِ حدَّثهُ، أنَّ نفرًا من الأنصارِ حدَّثُوهُ: أنَّ رسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بينما هُو جالسٌ بين ظَهْراني النّاسِ، جاءهُ رجُلٌ فسارَّهُ، فلم يُدْرَ ما الذي سارَّهُ بهِ، حتَّى جهَرَ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا هُو يَسْتأذِنُهُ في قتلِ رجُلٍ من المُنافِقينَ، فقال لهُ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حِينَ جهَرَ: "أليسَ يشهدُ أن لا إلهَ إلّا اللهُ، وأنَّ محمدًا رسُولُ الله؟ " قال الرَّجُلُ، وهُو أنصاريٌّ: بَلَى يا رسُولَ الله، ولا شهادَةَ لهُ. قال: "أليسَ يُصلِّي؟ " قال: بلى، ولا صَلاةَ لهُ. قال رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُولئكَ الذينَ نهاني اللهُ عنهُم".
---------------
(¬١) ذكره السيوطي عن المصنف في تنوير الحوالك ١/ ١٤٣.
(¬٢) أخرجه محمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة ٢/ ٩١١ (٩٥٦) من طريق الليث، به.
(¬٣) جاء بعد هذا في ض، م: "قال القاضي: زاد فيه محمد بن المثنى، عن أبي الوليد الطيالسي بهذا الإسناد، أنّ الرجل سارّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يستأذنه في قتل رجل من المنافقين، قال: فجهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "أليس يشهد أن لا إله إلا الله؟ ". وهذه الفقرة لم ترد في شيء من النسخ، ولا معنى لها، ولا زيادة زادها محمد بن المثنى - فيما زعم - عن حديث أبي الوليد الطيالسي، ولذلك حذفناها.

الصفحة 38