كتاب التمهيد - ابن عبد البر - ت بشار (اسم الجزء: 7)
بعضُهُم يقولُ فيه: بعد ثلاثِ سِنِينَ.
وبعضُهُم يقولُ: بعد سِتِّ سِنِينَ.
وبعضُهُم يقولُ: بعد سَنَتينِ.
وبعضُهُم لا يقولُ شيئًا من ذلك.
وهذا الخبرُ وإن صحَّ (¬١)، فهُو مترُوكٌ منسُوخٌ عندَ الجميع، لأنَّهُم لا يُجِيزُونَ رُجُوعَهُ إليها بعد خُرُوجِها من عادَتِها، وإسلامُ زينبَ كانَ قبلَ أن ينزِلَ كثِيرٌ من الفَرائضِ.
ورُوِيَ عن قَتادةَ: أنَّ ذلكَ كان قبلَ أن تَنْزِل سُورةُ بَراءَةٌ، بقطع العُهُودِ بَيْنهُم وبين المُشرِكينَ (¬٢).
وقال الزُّهرِيُّ: كان هذا قبلَ أن تنزِلَ الفرائضُ (¬٣). ورَوى عنهُ سُفيانُ بن حُسينٍ: أنَّ أبا العاصِ بن الرَّبيع أُسِرَ يومَ بَدْرٍ، فأُتِي به رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَردَّ عليه
---------------
= و ١٩/ ٢٠٢ (٤٥٥)، والدارقطني في سننه ٤/ ٣٧٤ (٣٦٢٦)، والحاكم في المستدرك ٣/ ٢٣٧، والبيهقي في الكبرى ٧/ ١٨٧، من طريق داود بن الحصين، به. وانظر: المسند الجامع ١٧٦ - ٩/ ١٧٥ (٦٤٦٣).
قال الترمذي: "هذا حديث ليس بإسناده بأس، ولكن لا نعرف وجه هذا الحديث، ولعله قد جاء من قبل داود بن حصين من قبل حفظه".
وقال ابن المديني: "مرسل الشعبي وسعيد بن المسيب أحب إليَّ من داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس" (ضعفاء العقيلي ٢/ ٣٥).
وقال ابن أبي حاتم: "ذكره أبي، قال: سئل علي بن المديني عن داود حصين، فقال: ما روى عن عكرمة فمنكر الحديث" (الجرح والتعديل ٣/ ٤٠٩).
(¬١) هكذا قال، وهو لا يصح، كما بيّنا.
(¬٢) أخرجه ابن سعد في طبقاته ٨/ ٣٢.
(¬٣) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار ٣/ ٢٦٠.