كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 7)

(قَوْلُهُ بَابُ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
الْمَبْعَثُ مِنَ الْبَعْثِ وَأَصْلُهُ الْإِثَارَةُ وَيُطْلَقُ عَلَى التَّوْجِيهِ فِي أَمْرٍ مَا رِسَالَةٍ أَوْ حَاجَةٍ وَمِنْهُ بَعَثْتُ الْبَعِيرَ إِذَا أَثَرْتُهُ مِنْ مَكَانِهِ وَبَعَثْتُ الْعَسْكَرَ إِذَا وَجَّهْتُهُمْ لِلْقِتَالِ وَبَعَثْتُ النَّائِمَ مِنْ نَوْمِهِ إِذَا أَيْقَظْتُهُ قَدْ تَقَدَّمَ فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ فِي الْكَلَامِ عَلَى حَدِيثِ عَائِشَةَ كَثِيرٌ مِمَّا يَتَعَلَّقُ بِهَذِهِ التَّرْجَمَةِ وَسَاقَ الْمُصَنِّفُ هُنَا النَّسَبَ الشَّرِيفَ قَوْلُهُ مُحَمَّدٌ ذَكَرَ الْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ بِإِسْنَادٍ مُرْسَلٍ أَنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ لَمَّا وُلِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمِلَ لَهُ مَأْدُبَةً فَلَمَّا أَكَلُوا سَأَلُوا ماسميته قَالَ مُحَمَّدًا قَالُوا فَمَا رَغِبْتَ بِهِ عَنْ أَسْمَاءِ أَهْلِ بَيْتِهِ قَالَ أَرَدْتُ أَنْ يَحْمَدَهُ اللَّهُ فِي السَّمَاءِ وَخَلْقُهُ فِي الْأَرْضِ قَوْلُهُ بن عَبْدِ اللَّهِ لَمْ يُخْتَلَفْ فِي اسْمِهِ وَاخْتُلِفَ مَتَى مَاتَ فَقِيلَ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يُولَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقِيلَ بَعْدَ أَنْ وُلِدَ وَالْأَوَّلُ أَثْبَتُ وَاخْتُلِفَ فِي مِقْدَارِ عُمْرِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا مَاتَ أَبوهُ وَالرَّاجِح انه دون السّنة قَوْله بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ اسْمُهُ شَيْبَةُ الْحَمْدِ عِنْدَ الْجُمْهُورِ وَزعم بن قُتَيْبَةَ أَنَّ اسْمَهُ عَامِرٌ وَسُمِّيَ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ وَاشْتُهِرَ بِهَا لِأَنَّ أَبَاهُ لَمَّا مَاتَ بِغَزَّةَ كَانَ خَرَجَ إِلَيْهَا تَاجِرًا فَتَرَكَ أُمَّ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بِالْمَدِينَةِ فَأَقَامَتْ عِنْدَ أَهْلِهَا مِنَ الْخَزْرَجِ فَكَبُرَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فَجَاءَ عَمُّهُ الْمُطَّلِبُ فَأَخَذَهُ وَدَخَلَ بِهِ مَكَّةَ فَرَآهُ النَّاسُ مُرْدِفَهُ فَقَالُوا هَذَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فَغَلَبَتْ عَلَيْهِ فِي قِصَّةٍ طَوِيلَة ذكرهَا بن إِسْحَاق وَغَيره قَوْله بن هَاشِمٍ اسْمُهُ عَمْرٌو وَقِيلَ لَهُ هَاشِمٌ لِأَنَّهُ أول من هشم الثَّرِيد بِمَكَّة لِأَهْلِ الْمَوْسِمِ وَلِقَوْمِهِ أَوَّلًا فِي سَنَةِ الْمَجَاعَةِ وَفِيهِ يَقُولُ الشَّاعِرُ عَمْرُو الْعُلَا هَشَمَ الثَّرِيدَ لِقَوْمِهِ وَرِجَال مَكَّة مسنتون عجاف قَوْله بن عَبْدِ مَنَافٍ اسْمُهُ الْمُغِيرَةُ رَوَى السَّرَّاجُ فِي تَارِيخِهِ مِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ اسْمُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ شَيْبَةُ الْحَمْدِ وَاسْمُ هَاشِمٍ عَمْرٌو وَاسْمُ عَبْدِ مَنَافٍ الْمُغِيرَةُ وَاسم قصي زيد قَوْله بن قُصَيٍّ بِصِيغَةِ التَّصْغِيرِ تَلَقَّبَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ بَعُدَ عَنْ دِيَارِ قَوْمِهِ فِي بِلَادِ قُضَاعَةَ فِي قصَّة طَوِيلَة ذكرهَا بن إِسْحَاق قَوْله بن كِلَابٍ بِكَسْرِ أَوَّلِهِ وَتَخْفِيفِ اللَّامِ قَالَ السُّهَيْلِيُّ هُوَ مَنْقُولٌ مِنَ الْمَصْدَرِ الَّذِي فِي مَعْنَى الْمُكَالَبَةِ تَقُولُ كَالَبْتُ فُلَانًا مُكَالَبَةً وَكِلَابًا أَوْ هُوَ بِلَفْظِ جَمْعِ كَلْبٍ كَمَا تَسَمَّتِ الْعَرَبُ بسباع وانمار وَغير ذَلِك انْتهى وَذكر بن سَعْدٍ أَنَّ اسْمَهُ الْمُهَذَّبُ وَزَعَمَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ أَنَّ اسْمَهُ حَكِيمٌ وَقِيلَ عُرْوَةُ وَأَنَّهُ لُقِّبَ كِلَابًا لِمَحَبَّتِهِ كِلَابَ الصَّيْدِ وَكَانَ يَجْمَعُهَا فَمَنْ مَرَّتْ بِهِ فَسَأَلَ عَنْهَا قِيلَ لَهُ هَذِه كلاب بن مرّة فلقب كلابا قَوْله بن مُرَّةَ قَالَ السُّهَيْلِيُّ مَنْقُولٌ مِنْ وَصْفِ الْحَنْظَلَةِ أَوِ الْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ وَالْمُرَادُ أَنَّهُ قَوِيٌّ قَوْلُهُ بن كَعْبٍ قَالَ السُّهَيْلِيُّ قِيلَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِسَتْرِهِ عَلَى قَوْمِهِ وَلِينِ جَانِبِهِ لَهُمْ مَنْقُولٌ مِنْ كَعْب الْقدَم وَقَالَ بن دُرَيْدٍ مِنْ كَعْبِ الْقَنَاةِ وَكَذَا قَالَ غَيْرُهُ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِارْتِفَاعِهِ عَلَى قَوْمِهِ وَشَرَفِهِ فِيهِمْ فَلِذَلِكَ كَانُوا يَخْضَعُونَ لَهُ حَتَّى أَرَّخُوا بِمَوْتِهِ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ قَوْمَهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَكَانُوا يُسَمُّونَهُ يَوْمَ الْعَرُوبَةِ حَتَّى جَاءَ الْإِسْلَامُ قَوْله بن لؤَي قَالَ بن الْأَنْبَارِيِّ هُوَ تَصْغِيرُ لَأًى بِوَزْنِ عَصًا وَاللَّأْيُ هُوَ الثَّوْرُ وَقَالَ السُّهَيْلِيُّ هُوَ عِنْدِي لَأْيٌ بِوَزْنِ عَبْدٍ وَهُوَ الْبُطْءُ وَيُؤَيِّدُهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ فَدُونَكُمُ بَنِي لَأْيٍ أَخَاكُمْ وَدُونَكِ مَالِكًا يَا أم عَمْرو انْتهى وَهَذَا قد ذكره بن الْأَنْبَارِيِّ أَيْضًا احْتِمَالًا وَقَدْ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ هُوَ تَصْغِيرُ لِوَاءِ الْجَيْشِ زِيدَتْ فِيهِ هَمْزَةٌ قَوْلُهُ بن غَالِبٍ لَا إِشْكَالَ فِيهِ كَمَا لَا إِشْكَالَ فِي مَالك وَالنضْر قَوْله بن فِهْرٍ قِيلَ هُوَ قُرَيْشٌ نَقَلَ الزُّبَيْرُ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ أُمَّهُ سَمَّتْهُ بِهِ وَسَمَّاهُ أَبُوهُ فِهْرًا وَقِيلَ فِهْرٌ لَقَبُهُ وَقِيلَ بِالْعَكْسِ وَالْفِهْرُ الْحجر الصَّغِير قَوْله بن

الصفحة 163