كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 7)

وَعَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَعَلَى أَنْ تَنْصُرُونِي إِذَا قَدِمْتُ عَلَيْكُمْ يَثْرِبَ فَتَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ وَأَزْوَاجَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ وَلَكُمُ الْجَنَّةُ الْحَدِيثَ وَلِأَحْمَدَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ كَانَ الْعَبَّاسُ آخِذًا بِيَدِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا فَرَغْنَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ أَخَذْتُ وَأَعْطَيْتُ وَلِلْبَزَّارِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ جَابِرٌ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلنُّقَبَاءِ مِنَ الْأَنْصَارِ تُؤْوُنِي وَتَمْنَعُونِي قَالُوا نَعَمْ قَالُوا فَمَا لَنَا قَالَ الْجَنَّةُ وَرَوَى الْبَيْهَقِيُّ بِإِسْنَادٍ قَوِيٍّ عَنِ الشَّعْبِيٍّ وَوَصَلَهُ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى الْأَنْصَارِيِّ قَالَ انْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ الْعَبَّاسُ عَمُّهُ إِلَى السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ عِنْدَ الْعَقَبَةِ فَقَالَ لَهُ أَبُو أُمَامَةَ يَعْنِي أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ سَلْ يَا مُحَمَّدُ لِرَبِّكَ وَلِنَفْسِكَ مَا شِئْتَ ثُمَّ أَخْبِرْنَا مَا لَنَا مِنَ الثَّوَابِ قَالَ أَسْأَلُكُمْ لِرَبِّي أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وأسألكم لنَفْسي ولاصحابي ان تؤونا وَتَنْصُرُونَا وَتَمْنَعُونَا مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ قَالُوا فَمَا لَنَا قَالَ الْجَنَّةُ قَالُوا ذَلِكَ لَكَ وَأخرجه احْمَد من الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا قَوْله فِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة وَلَا نَقْضِي بِالْقَافِ وَالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ لِلْأَكْثَرِ وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ عَنْ شُيُوخِ أَبِي ذَرٍّ وَلَا نَعْصِي بِالْعَيْنِ وَالصَّادِ الْمُهْمَلَتَيْنِ وَقَدْ بَيَّنْتُ الصَّوَابَ مِنْ ذَلِكَ فِي أَوَائِلِ كِتَابِ الْإِيمَانِ وَذَكَرَ بن إِسْحَاقَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ مَعَ الِاثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ الْعَبْدَرِيَّ وَقِيلَ بَعَثَهُ إِلَيْهِمْ بَعْدَ ذَلِكَ بِطَلَبِهِمْ لِيُفَقِّهَهُمْ وَيُقْرِئَهُمْ فَنَزَلَ عَلَى أَسْعَدِ بْنِ زُرَارَةَ فَرَوَى أَبُو دَاوُدَ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ أَبِي إِذَا سَمِعَ الْأَذَانَ لِلْجُمْعَةِ اسْتَغْفَرَ لِأَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ كَانَ أَوَّلَ مَنْ جمع بِنَا بِالْمَدِينَةِ وللدارقطني من حَدِيث بن عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَى مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ أَنِ اجْمَعْ بِهِمْ اه فَأَسْلَمَ خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى يَدِ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ بِمُعَاوَنَةِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ حَتَّى فَشَا الْإِسْلَامُ بِالْمَدِينَةِ فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَ رِحْلَتِهِمْ فِي السَّنَةِ الْمُقْبِلَةِ حَتَّى وَافَى مِنْهُمُ الْعَقَبَةَ سَبْعُونَ مُسْلِمًا وَزِيَادَةٌ فَبَايَعُوا كَمَا تقدم

الصفحة 223