كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 7)

الخزرجي سماهما بن هِشَامٍ فِي زِيَادَاتِ السِّيرَةِ وَوَقَعَ فِي بَعْضِ النُّسَخِ هُوَ وَرَجُلٌ أَعْرَجُ وَهُوَ الصَّوَابُ قَوْلُهُ فَإِنْ آمَّنُونِي كُنْتُمْ وَقَعَ هُنَا بِطَرِيقِ الِاكْتِفَاءِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ الْمَذْكُورِ فَإِنْ آمَّنُونِي كُنْتُمْ كَذَا وَلَعَلَّ لَفْظَةَ كَذَا مِنَ الرَّاوِي كَأَنَّهُ كَتَبَهَا عَلَى قَوْلِهِ كُنْتُمْ أَيْ كَذَا وَقَعَ بِطَرِيقِ الِاكْتِفَاءِ وَلِأَبِي نُعَيْمٍ فِي الْمُسْتَخْرَجِ مِنْ طَرِيقِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زيد الْمُقْرِئ عَن همام فان آمنون كُنْتُمْ قَرِيبًا مِنِّي فَهَذِهِ رِوَايَةٌ مُفَسِّرَةٌ قَوْلُهُ فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُمْ فِي رِوَايَةِ الطَّبَرِيِّ مِنْ طَرِيقِ عِكْرِمَةَ عَنْ عَمَّارٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ فَخَرَجَ حَرَامٌ فَقَالَ يَا أَهْلَ بِئْرِ مَعُونَةَ إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْكُمْ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَخَرَجَ رَجُلٌ مِنْ كَسْرِ الْبَيْتِ بِرُمْحٍ فَضَرَبَهُ فِي جَنْبِهِ حَتَّى خَرَجَ مِنَ الشِّقِّ الْآخَرِ قَوْلُهُ فَأَوْمَئُوا إِلَى رَجُلٍ فَأَتَاهُ مِنْ خَلْفِهِ فَطَعَنَهُ لَمْ أَعْرِفِ اسْمَ الرَّجُلِ الَّذِي طَعَنَهُ وَوَقَعَ فِي السِّيرَةِ لِابْنِ إِسْحَاقَ مَا ظَاهره أَنه عَامر بن الطُّفَيْل لِأَنَّهُ قَالَ فَلَمَّا نزلُوا أَي الصَّحَابَة بِئْر مَعُونَة بعثوا حرَام بن ملْحَان بِكِتَابِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ فَلَمَّا أَتَاهُ لَمْ يَنْظُرْ فِي كِتَابِهِ حَتَّى عَدَا عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ لَكِنْ وَقَعَ فِي الطَّبَرَانِيِّ مِنْ طَرِيقِ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ قَاتِلَ حَرَامَ بْنِ مِلْحَانَ أَسْلَمَ وَعَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ مَاتَ كَافِرًا كَمَا تَقَدَّمَ فِي هَذَا الْبَابِ وَأَمَّا مَا أَخْرَجَهُ الْمُسْتَغْفِرِيُّ فِي الصَّحَابَةِ مِنْ طَرِيقِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنْ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ أَنَّهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ زَوِّدْنِي بِكَلِمَاتٍ قَالَ يَا عَامِرُ أَفْشِ السَّلَامَ وَأَطْعِمِ الطَّعَامَ وَاسْتَحْيِ مِنَ اللَّهِ وَإِذَا أَسَأْتَ فَأَحْسِنْ الْحَدِيثُ فَهُوَ أَسْلَمِيٌّ وَوَهَمَ الْمُسْتَغْفِرِيُّ فِي كَوْنِهِ سَاقَ فِي تَرْجَمَتِهِ نَسَبَ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ الْعَامِرِيِّ وَقَدْ رَوَى الْبَغَوِيُّ فِي تَرْجَمَةِ أَبِي بَرَاءٍ عَامِرِ بْنِ مَالك العامري من طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي عَمِّي عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ فَذَكَرَ حَدِيثًا فَعُرِفَ أَنَّ الصَّحَابِيَّ أَسْلَمِيٌّ وَوَافَقَ اسْمُهُ وَاسْمُ أَبِيهِ الْعَامِرِيَّ فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَ الْوَهَمِ قَوْلُهُ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ فَلَحِقَ الرَّجُلُ فَقُتِلُوا كُلُّهُمْ أَشْكَلَ ضَبْطُ قَوْلِهِ فَلَحِقَ الرَّجُلُ فِي هَذَا السِّيَاقِ فَقِيلَ يُحْتَمَلُ أَنْ يكون المُرَاد بِالرجلِ الرجل الَّذِي كَانَ رَفِيقَ حَرَامٍ وَفِيهِ حَذْفٌ تَقْدِيرُهُ فَلَحِقَ الرَّجُلُ بِالْمُسْلِمِينَ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِهِ قَاتِلَ حَرَامٍ وَالتَّقْدِيرُ فَطَعَنَ حَرَامًا فَقَالَ فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ فَلَحِقَ الرَّجُلُ الْمُشْرِكُ الطَّاعِنُ بِقَوْمِهِ الْمُشْرِكِينَ فَاجْتَمَعُوا عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَقُتِلُوا كُلُّهُمْ وَيحْتَمل أَنْ يَكُونَ فَلُحِقَ بِضَمِّ اللَّامِ وَالرَّجُلُ هُوَ حَرَامٌ أَيْ لَحِقَهُ أَجَلُهُ أَوِ الرَّجُلُ رَفِيقُهُ بِمَعْنَى أَنَّهُمْ لَمْ يُمَكِّنُوهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ بَلْ لَحِقَهُ الْمُشْرِكُونَ فَقَتَلُوهُ وَقَتَلُوا أَصْحَابَهُ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُضْبَطَ الرَّجُلُ بِسُكُونِ الْجِيمِ وَهُوَ صِيغَةُ جَمْعٍ وَالْمَعْنَى أَنَّ الَّذِي طَعَنَ حَرَامًا لَحِقَ بِقَوْمِهِ وَهُمُ الرِّجَالُ الَّذِينَ اسْتَنْصَرَ بِهِمْ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ وَالرَّجْلُ بِسُكُونِ الْجِيمِ هُمُ الْمُسْلِمُونَ الْقُرَّاءُ فَقُتِلُوا كُلُّهُمْ وَهَذَا أَوْجَهُ التَّوْجِيهَاتِ إِنْ ثَبَتَتِ الرِّوَايَةُ بِسُكُونِ الْجِيمِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَوْلُهُ فَقُتِلُوا كُلُّهُمْ غَيْرَ الْأَعْرَجِ كَانَ فِي رَأْسِ جَبَلٍ فِي رِوَايَةِ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ عَنْ هَمَّامٍ فِي كِتَابِ الْجِهَادِ فَقَتَلُوهُمْ إِلَّا رَجُلًا أَعْرَجَ صَعِدَ الْجَبَلَ قَالَ هَمَّامٌ وَآخَرَ مَعَهُ وَفِي رِوَايَةِ الْإِسْمَاعِيلِيِّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ فَقَتَلُوا أَصْحَابَهُ غَيْرَ الْأَعْرَجِ وَكَانَ فِي رَأْسِ الْجَبَلِ قَوْلُهُ ثُمَّ كَانَ مِنَ الْمَنْسُوخِ أَيِ الْمَنْسُوخِ تِلَاوَتُهُ فَلَمْ يَبْقَ لَهُ حُكْمُ حُرْمَةِ الْقُرْآنِ كَتَحْرِيمِهِ عَلَى الْجُنُبِ وَغَيْرِ ذَلِكَ قَوْلُهُ فِي رِوَايَةِ ثُمَامَةَ وَكَانَ خَالَهُ أَيْ خَالَ أَنَسٍ قَوْلُهُ قَالَ بِالدَّمِ هَكَذَا هُوَ مِنْ إِطْلَاقِ الْقَوْلِ عَلَى الْفِعْلِ وَقَدْ فَسَّرَهُ بِأَنَّهُ نَضْحُ الدَّمِ قَوْلُهُ فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ أَيْ بِالشَّهَادَةِ

الصفحة 388