كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 7)

قَوْلُهُ يَأْتُونَنِي فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ يَأْتُونَ وَقَوْلُهُ أَرْسَالًا بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ أَيْ أَفْوَاجًا أَيْ يَجِيئُونَ إِلَيْهَا نَاسًا بَعْدَ نَاسٍ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي يَعْلَى وَلَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا مُوسَى إِنَّهُ لِيَسْتَعِيدُ مِنِّي هَذَا الْحَدِيثَ الْحَدِيثُ الثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ

[4232] قَوْلُهُ قَالَ أَبُو بُرْدَةَ هُوَ مَوْصُولٌ بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُورِ وَقَدْ أَفْرَدَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ وَسَاقَ الْحَدِيثَ الَّذِي قَبْلَهُ إِلَى قَوْلِهِ وَإِنَّهُ لَيَسْتَعِيدُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنِّي قَوْلُهُ إِنِّي لِأَعْرِفُ أَصْوَاتَ رُفْقَةِ الْأَشْعَرِيِّينَ الرُّفْقَةُ الْجَمَاعَةُ الْمُتَرَافِقُونَ وَالرَّاءُ مُثَلَّثَةٌ وَالْأَشْهَرُ ضَمُّهَا قَوْلُهُ حِينَ يَدْخُلُونَ بِاللَّيْلِ بِالدَّالِ وَالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ لِجَمِيعِ رُوَاةِ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ وَحَكَى عِيَاضٌ عَنْ بَعْضِ رُوَاةِ مُسْلِمٍ بِالرَّاءِ وَالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَصَوَّبَهَا الدِّمْيَاطِيُّ فِي الْبُخَارِيِّ وَهُوَ عَجِيبٌ مِنْهُ فَإِنَّ الرِّوَايَةَ بِالدَّالِ وَالْمُعْجَمَةِ وَالْمَعْنَى صَحِيحٌ فَلَا مَعْنَى لِلتَّغْيِيرِ وَقَدْ نَقَلَ عِيَاضٌ عَنْ بَعْضِ النَّاسِ اخْتِيَارَ الرِّوَايَةِ الَّتِي بِالرَّاءِ وَالْمُهْمَلَةِ قَالَ النَّوَوِيُّ وَالرِّوَايَةُ الْأُولَى صَحِيحَةٌ أَوْ أَصَحُّ وَالْمُرَادُ يَدْخُلُونَ مَنَازِلَهُمْ إِذَا خَرَجُوا إِلَى الْمَسْجِدِ أَوْ إِلَى شُغْلٍ مَا ثُمَّ رَجَعُوا قَوْلُهُ بِالْقُرْآنِ يَتَعَلَّقُ بِأَصْوَاتٍ وَفِيهِ أَنَّ رَفْعَ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ بِاللَّيْلِ مُسْتَحْسَنٌ لَكِنْ مَحَلُّهُ إِذَا لَمْ يُؤْذِ أَحَدًا وَأَمِنَ مِنَ الرِّيَاءِ قَوْلُهُ وَمِنْهُمْ حَكِيمٌ قَالَ عِيَاضٌ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِيُّ هُوَ صِفَةٌ لِرَجُلٍ مِنْهُمْ وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ الْجَيَّانِيُّ هُوَ اسْمُ عَلَمٍ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ وَاسْتَدْرَكَهُ عَلَى صَاحِبِ الِاسْتِيعَابِ قَوْلُهُ إِذَا لَقِيَ الْخَيْلَ أَوْ قَالَ الْعَدُوَّ هُوَ شَكٌّ مِنَ الرَّاوِي قَوْلُهُ قَالَ لَهُمَ إِنَّ أَصْحَابِيَ يَأْمُرُونَكُمْ أَنْ تَنْظُرُوهُمْ أَيْ تَنْتَظِرُوهُمْ مِنَ الِانْتِظَارِ وَمَعْنَاهُ أَنَّهُ لِفَرْطِ شَجَاعَتِهِ كَانَ لَا يَفِرُّ مِنَ الْعَدُوِّ بَلْ يُوَاجِهُهُمْ وَيَقُولُ لَهُمْ إِذَا أَرَادُوا الِانْصِرَافَ مَثَلًا انْتَظِرُوا الْفُرْسَانَ حَتَّى يَأْتُوكُمْ ليثبتهم على الْقِتَال هَذَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى الشِّقِّ الثَّانِي وَهُوَ قَوْلُهُ أَوْ قَالَ الْعَدُوَّ وَأَمَّا عَلَى الشِّقِّ الْأَوَّلِ وَهُوَ قَوْلُهُ إِذَا لَقِيَ الْخَيْلَ فَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ بِهَا خَيْلَ الْمُسْلِمِينَ وَيُشِيرُ بِذَلِكَ إِلَى أَنَّ أَصْحَابَهُ كَانُوا رَجَّالَةً فَكَانَ هُوَ يَأْمُرُ الْفُرْسَانَ أَنْ يَنْتَظِرُوهُمْ لِيَسِيرُوا إِلَى الْعَدُوِّ جَمِيعًا وَهَذَا أشبه بِالصَّوَابِ قَالَ بن التِّينِ مَعْنَى كَلَامِهِ أَنَّ أَصْحَابَهُ يُحِبُّونَ الْقِتَالَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يُبَالُونَ بِمَا يُصِيبُهُمْ

(الْحَدِيثُ الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ قَوْلُهُ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيم)
هُوَ بن رَاهَوَيْهِ وَقَوْلُهُ سَمِعَ أَيْ أَنَّهُ سَمِعَ وَيُرِيدُ هُوَ بن عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ الْأَشْعَرِيُّ

[4233] قَوْلُهُ قَدِمْنَا أَيْ هُوَ وَأَصْحَابُهُ مَعَ جَعْفَرٍ وَمَنْ مَعَهُ قَوْلُهُ وَلَمْ يَقْسِمْ لِأَحَدٍ لَمْ يَشْهَدِ الْفَتْح غَيرنَا يَعْنِي الْأَشْعَرِيين وَمن مَعَهم وجعفر وَمَنْ مَعَهُ وَقَدْ سَبَقَ فِي فَرْضِ الْخُمُسِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ بُرَيْدٍ بِلَفْظِ وَمَا قَسَمَ لِأَحَدٍ غَابَ عَنْ فَتْحِ خَيْبَرَ مِنْهَا شَيْئًا إِلَّا لِمَنْ شَهِدَ مَعَهُ إِلَّا أَصْحَابَ سَفِينَتِنَا مَعَ جَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ قَسَمَ لَهُمْ مَعَهُمْ وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ هُنَاكَ وَيُعَكِّرُ عَلَى هَذَا الْحَصْرِ مَا سَيَأْتِي فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَالَّذِي بَعْدَهُ وَسَيَأْتِي الْجَوَابُ عَنْهُ إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى

الصفحة 487