كتاب السنن الكبرى للبيهقي ط الفكر (اسم الجزء: 7)

ثنا عثمان بن عمر أنبأ يونس عن الزهري عن أبى سلمة عن عائشة رضى الله عنها قالت لما امر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتخيير ازواجه بدأ بى فقال يا عائشة انى مخبرك خبر افلا عليك ان لا تعجلى (1) حتى تستأمرى ابويك قالت وقد علم ان أبوى لم يكونا يأمراني بفراقه ثم قال (يا ايها النبي قل لازواجك ان كنتن تردن الحيوة الدنيا وزينتها فتعالين امتعكن واسرحكن سراحا جميلا وان كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فان الله اعد للمحسنات منكن اجرا عظيما) فقلت في هذا استامر ابوى ؟ فانى اريد الله ورسوله والدار الآخرة ثم فعل ازواجه مثل ما فعلت - اخرجه البخاري (ومسلم - 2) في الصحيح من حديث يونس بن يزيد
- (أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكرى ببغداد انبأ اسمعيل بن محمد الصفار ثنا احمد بن منصور ثنا عبد الرزاق انبأ معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن ابى ثور عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لم ازل حريصا ان اسأل عمر رضى الله عنه عن المرأتين من ازواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله تعالى (ان تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما) حتى حج عمر رضى الله عنه وحججت معه فلما كان ببعض الطريق عدل عمر رضى الله عنه لحاجته عدلت معه بالاداوة فتبرز ثم أتى فسكبت على يديه فتوضأ فقلت يا امير المؤمنين من المرأتان من ازواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتان قال الله تعالى (ان تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما) فقال عمر رضى الله عنه واعجبا لك يا بن عباس ، قال الزهري رحمه الله تعالى كره والله ما سأله عنه ولم يكتمه قال هي حفصة وعائشة ثم أخذ يسوق الحديث فقال كنا معشر قريش قوما نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما (3) تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم قال وكان منزلي في بنى امية بن زيد (4) بالعوالى
فتغضبت (5) يوما على امرأتي فإذا هي تراجعني فانكرت ان تراجعني فقالت ما تنكر أن أراجعك فوالله ان ازواج النبي صلى الله عليه وسلم يراجعنه وتهجره احداهن اليوم إلى الليل قال فانطلقت فدخلت على حفصة فقلت اتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالت نعم ، وتهجره احداهن اليوم إلى الليل ؟ قالت نعم قلت قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر أفتأ من احداكن ان يغضب الله عليها لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فإذا هي قد هلكت لا تراجعي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسأليه شيئا وسليني ما بدا لك ولا يغرنك ان كانت جارتك هي اوسم واحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك يريد عائشة ، قال وكان لى جار من الانصار وكنا نتناوب النزول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فينزل يوما وانزل يوما فيأتيني بخبر الوحى وغيره وآتيه بمثل ذلك قال وكنا نتحدث ان غسان تنعل الخيل لغزونا فنزل صاحبي يوما ثم (6) أتانى عشاء فضرب بابى ثم نادانى فخرجت إليه فقال حدث امر عظيم قال قلت ماذا أجاءت غسان قال بل اعظم من ذلك واطول طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه قال فقلت قد خابت حفصة وخسرت قد كنت اظن هذا كائنا حتى إذا صليت الصبح شددت على ثيابي ثم نزلت فدخلت على حفصة وهى تبكى فقلت أطلقكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت لا ادرى هو هذا (7) معتزلا في هذه المشربة فأتيت غلاما له اسود فقلت استأذن لعمر فدخل الغلام ثم خرج إلى فقال قد ذكرتك له فصمت فانطلقت حتى أتيت المسجد فإذا قوم حول المنبر جلوس يبكى بعضهم فجلست قليلا ثم غلبنى ما اجد فأتيت الغلام فقلت استأذن لعمر فدخل ثم خرج إلى فقال قد ذكرتك (8) له فصمت فخرجت فجلست إلى المنبر ثم غلبنى ما اجد فأتيت الغلام فقلت استأذن لعمر فدخل ثم خرج إلى فقال قد ذكرتك له فصمت (9) قال فوليت مدبرا فإذا الغلام يدعوني فقال ادخل قد أذن لك فدخلت فسلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو متكئى على رمال (10)
__________
(1) ر - فلا تعجلى (2) زيادة من مص (3) مد - قومهم (4) مد - يزيد (5) مد - فغضبت (6) مص - حتى (7) مد - هوذا (8) مص - ذكرت (9) مص - ذكرتك فصمت (10) ر - مص - رمل - وفي النهايه - الرمال ما رمل أي نسج - وقال غيره الرمال رمل بمعنى مرمول...والمراد أنه كان السرير قد نسج وجهه بالسعف ولم يكن على لسرير وطاء سوى الحصير - (*)

الصفحة 37