كتاب السنن الكبرى للبيهقي ط الفكر (اسم الجزء: 7)

حيان في قوله (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا باربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة) الآية قال فقام عاصم بن عدى فذكر قصة سؤاله في (1) رجل يرى رجلا على بطن امرأته يزنى بها ونزول آية اللعان ورمى ابن عمه هلال بن امية امرأته بابن عمه شريك بن سحماء وانها حبلى قال فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخليل والمرأة والزوج فاجتمعوا عنده فقال النبي صلى الله عليه وسلم لزوجها هلال ويحك ما تقول في بنت عمك وابن عمك وخليلك ان تقذفها ببهتان فقال الزوج اقسم بالله يا رسول الله لقد رأيته معها على بطنها وانها لحبلى وما قربتها منذ اربعة اشهر فقال النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة ويحك ما يقول زوجك قالت أحلف بالله انه لكاذب وما رأى منا (2) شيئا يريبه وذكر كلاما طويلا في الانكار فقال النبي صلى الله عليه وسلم للخليل ويحك ما يقول ابن عمك فقال اقسم بالله ما رأى ما يقول وانه لمن الكاذبين وذكر كلاما طويلا في الانكار قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة والزوج قوما فاحلفا بالله فقاما عند المنبر في دبر صلاة العصر فحلف زوجها هلال بن امية فقال أشهد بالله (انى لمن الصادقين - 3) فذكر (4) لعانه وصفة لعانها وذكر في لعان الزوج انها لحبلى من غيرى وانى لمن الصادقين ثم لم يذكر انه احلف شريكا وانما ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم إذا ولدت فأتوني به فولدت غلاما اسود جعدا كأنه من الحبشة (5) فلما ان نظر إليه فرأى شبهه بشريك وكان ابن حبشية قال لولا ما مضى من الايمان لكان لى فيها امر يعنى الرجم (فقول الشافعي) رحمه الله وسأل النبي صلى الله عليه وسلم شريكا فأنكر فلم يحلفه يحتمل ان يكون انما اخذه عن اهل (6) التفسير فانه كان مسموعا له ولم اجده في الروايات الموصولة - والذى قال الشافعي في كتاب احكام القرآن ولم يحضر رسول الله صلى الله عليه وسلم المرمى بالمرأة انما قاله في قصة عويمر العجلاني والمرمى بالمرأة
لم يسم في قصة العجلاني في الروايات التى عندنا الا ان قول النبي صلى الله عليه وسلم ان جاءت به بنعت (7) كذا وكذا في تلك القصة ايضا يدل على انه رماها برجل بعينه ولم ينقل فيها انه احضره فقال (8) الشافعي في الاملاء اظنه وقد قذف الرجل العجلاني امرأته بابن عمه وابن عمه شريك بن السحماء ثم ساق الكلام إلى ان قال والتعن العجلاني فلم يحد النبي صلى الله عليه وسلم شريكا بالتعانه (9) - والذى في ما روينا (10) من الاحاديث ان الذى رمى زوجته بشريك بن سحماء هلال بن امية الواقفى من بنى الواقف ولا اعلم احدا سمى في قصة عويمر العجلاني رميه امرأته بشريك بن سحماء الا من جهة محمد بن عمر الواقدي باسناد له قد ذكرناه فيما مضى وهو ايضا في رواية أبى الزناد عن القاسم عن ابن عباس رضى الله عنهما كما مضى في الروايات المشهورة وانما سمى في قصة هلال ابن امية ويشبه ان تكون القصتان واحدة فقد ذكر في الروايات الموصولة في قصة العجلاني انه امر عاصم بن عدى للسؤال (11) عن ذلك ثم نزلت الآية وجاء عويمر العجلاني فلاعن النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين امرأته قال ان جاءت به كذا وكذا وذكر قى قصة هلال بن امية ايضا نزول الآية فيه وانه لاعن بينه وبين امرأته فقال ان جاءت به كذا وكذا ، وذكر مقاتل بن حيان في قصة هلال سؤال عاصم بن عدى فاما ان تكونا قصة واحدة واختلف الرواة في اسم الرامى فابن عباس رضى الله عنهما في احدى الروايتين وانس بن مالك رضى الله عنه يسميانه هلال بن امية ، وسهل بن سعد يسميه عويمر العجلاني ، وابن عباس رضى الله عنهما في رواية ابن أبى الزناد عن القاسم بن محمد عنه يقول لاعن بين العجلاني وامرأته ، وابن عمر رضى الله عنهما يقول فرق بين اخوى بنى العجلان ، وابن مسعود رضى الله عنه يقول رجل من الانصار فيكون قوله في الاملاء خارجا عن (12) بعض ما روى من الاختلاف في اسم الرجل - واما ان تكونا قصتين وكان عاصم حين سأل عن ذلك انما سأل لعويمر العجلاني فابتلى به ايضا هلال بن امية فنزلت الآية فحين حضر كل واحد منهما لاعن بينه وبين امرأته واضيف نزول الآية فيه إليه فعلى هذا ينبغى ان يكون ما وقع في الاملاء خطأ من الكاتب أو تقليدا لما روى في حديث أبى الزناد وحديث الواقدي والله اعلم -
__________
(1) هامش مص - ص - عن (2) مص - منى (3) ليس في مص (4) مص - وذكر (5) مص - كأنه ابن الحبشية (وكتب عليه كذا) (6) مص - هذا (7) مص - لنعت (8) مص - وقد قال (9) مد - بالعانه (10) مص - وفيما روينا (11) مص - بالسؤال (12) مص - على - (*)

الصفحة 408