كتاب السنن الكبرى للبيهقي ط الفكر (اسم الجزء: 7)

كثيرا من الناس أبوا الا الخروج إلى العدو قال ولو تناهوا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وامره كان خيرا لهم ولكن غلب (1) القضاء والقدر ، قال وعامة من اشار عليه بالخروج رجال لم يشهدوا بدرا وقد علموا الذى سبق لاهل بدر من الفضيلة فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الجمعة وعظ الناس وذكرهم وامرهم بالجد والاجتهاد ثم انصرف من خطبته وصلاته فدعا بلامته فلبسها ثم أذن في الناس بالخروج فلما ابصر ذلك رجال من ذوى الرأى قالوا امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نمكث بالمدينة فان دخل علينا العدو قاتلناهم في الازقة وهو اعلم بالله وبما يريد ويأتيه الوحى من السماء ثم أشخصناه فقالوا يا نبى الله انمكث كما امرتنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغى لنبى إذا أخذ لامة الحرب وأذن في الناس بالخروج إلى العدو أن يرجع حتى يقاتل وقد دعوتكم إلى هذا الحديث فأبيتم الا الخروج فعليكم بتقوى الله والصبر إذا لقيتم العدو وانظروا ما (2) أمرتكم به فافعلوه فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه.
وذكر الحديث وهكذا ذكره موسى بن عقبة عن الزهري وكذلك ذكره محمد بن اسحاق بن يسار عن شيوخه من اهل المغازى وهو عام في اهل المغازى وان كان منقطعا (وكتبناه موصولا باسناد حسن - 3)
- (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ثنا عبد الله بن وهب أخبرني ابن أبى الزناد (عن ابيه - 4) عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس رضى الله عنهما قال تنفل رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفه ذا الفقار يوم بدر قال ابن عباس رضى الله عنهما وهو الذى رأى فيه الرؤيا يوم احد وذلك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جاءه المشركون يوم احد كان رأيه ان يقيم بالمدينة فيقاتلهم فيها فقال له ناس لم يكونوا شهدوا بدرا تخرج بنا يا رسول الله إليهم نقاتلهم باحد ورجوا ان يصيبوا من الفضيلة ما اصاب اهل بدر فما زالوا به حتى لبس اداته ثم ندموا وقالوا يا رسول الله أقم فالرأى رأيك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ينبغى لنبى ان يضع اداته بعد أن لبسها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه قال وكان مما قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ قبل ان يلبس الاداة انى رأيت انى في درع حصينة فأولتها المدينة وانى مردف كبشا فاولته كبش الكتيبة ورأيت ان سيفى ذا الفقار فل فأولته فلافيكم ورأيت بقرا تذبح فبقر والله خير فبقر والله خير - باب لم يكن له إذا سمع المنكر ترك النكير (5)
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد انا (عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان حدثنى - 6) عبد الله ابن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضى الله عنها انها قالت ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم في امرين الا أخذ (7) ايسرهما ما لم يكن اثما فإذا كان اثما كان ابعد الناس منه وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه الا ان تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها
- (وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا على بن عيسى ثنا موسى بن محمد الذهلى ثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك فذكره الا انه لم يذكر قوله فينتقم لله بها - رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن مسلمة - ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى
- (أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا سعيد بن حماد الانصاري المصرى ومالك بن اسمعيل النهدي قالا ثنا جميع بن عمر بن عبد الرحمن العجلى حدثنى رجل بمكة عن ابن أبى (8) هالة التميمي عن الحسن ابن على قال سألت خالي هند بن أبى هالة التميمي
(ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو محمد الحسن بن محمد الحسينى العقيقى صاحب كتاب النسب ببغداد ثنا اسمعيل بن محمد بن اسحاق بن جعفر بن محمد حدثنى على بن جعفر بن محمد عن اخيه موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عن ابيه محمد بن على عن على بن الحسين قال قال الحسن بن على سألت خالي هند بن أبى هالة عن حلية رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان وصافا ، فذكر الحديث وفيه قال ويتفقد اصحابه ويسأل الناس عما فيه الناس يحسن
__________
(1) ر - غلبه (2) مد - لما (3) زياده من - ر (4) سقط من - ر (5) ر - المنكر (6) زيادة من - مص (7) ر - اختار (8) مص - لابي - (*)

الصفحة 41