كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 7)

[البقرة: 265]، وفي أثر إلهي يقول الله تعالى: " يا ابن آدم، ما أنصفتني، الخير منِّي إليك هابِطٌ، والشر منك إليَّ صاعدٌ " أو كما ورد، وبه يخطب خطباء المسلمين في جُمَعهم وجماعاتهم ولا ينكره مسلم.
وفي مراسيل [أبي داود] عن أبي رجاء محمد بن سيف الأزديِّ أنه سأل الحسن عن النُّشْرَةِ؟ فقال: ذكر لي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -[أنه قال:] " إنها من عمل الشيطان " (¬1).
¬__________
(¬1) " المراسيل " (453) بتحقيقي، عن علي بن الجعد، عن شعبة، عن أبي رجاء، به.
وهذا سند رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي رجاء -وسماه المزي في " التحفة ": محمد بن سيف الأزدي الحداني- فقد روى له أبو داود في " المراسيل " والنسائي، وهو ثقة.
وأخرجه موصولاً الحاكم 4/ 418 من طريق مسكين بن بكير، عن شعبة، عن أبي رجاء، عن الحسن قال: سألت أنس بن مالك عن النُّشرة، فقال: ذكروا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها من عمل الشيطان. وقال: هذا حديث صحيح، وأبو رجاء هو مطر الورّاق (كذا سماه)، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وفي الباب ما يشهد له عن جابر بن عبد الله، قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن النشرة، فقال: " هو من عمل الشيطان " أخرجه أحمد 3/ 294، وأبو داود (3868)، وسنده قوي.
قال البغوي في " شرح السنة " 12/ 159: النشرة: ضرب من الرقية يعالج بها من كان يُظن به مس من الجن، سميت نُشرة، لأنه يُنشر بها عنه، أي: يحل عنه ما خامره من الداء، وكرهها غير واحد، منهم إبراهيم وقال سعيد بن المسيب: لا بأس بها.
قال البغوي: والمنهي من الرقى ما كان فيه شرك أو كان يذكر مردة الشياطين، أو ما كان منها بغير لسان العرب، ولا يدرى ما هو، ولعله يدخله سحراً وكفراً.
فأما ما كان بالقرآن أو بذكر الله عز وجل، فإنه جائز مستحب، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ينفث على نفسه بالمعوذات، أخرجه البخاري (5735)، ومسلم (2192) وقال - صلى الله عليه وسلم - للذي رقى بفاتحة الكتاب على غنم: " من أين علمتم أنها رقية؟ أحسنتم اقتسموا واضربوا لي معكم بسهم " أخرجه البخاري (2276) وقال: إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله " أخرجه البخاري (5737) وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعوِّذُ الحسن والحسين: " أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة " أخرجه البخاري (3371).
وقال جبريل - صلى الله عليه وسلم -: "بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد =

الصفحة 157