كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 7)

ويُشَيِّدُ (¬1) ذلك ما خرجه الحاكم في تفسير سورة الحح عن ابن عباس: أن الله أمر إبراهيم أن يؤذن في الناس بالحج، قال: ربِّ وما يبلُغُ صوتي؟ قال: أذِّنْ وعليَّ البلاغ (¬2)، قل: يا أيها الناس كُتِبَ عليكم حجَّ البيت بيت الله العتيق. فسمعه مَنْ بين السماء والأرض، وقال: صحيح الإسناد (¬3).
وخرَّج في المغازي من حديث الخليل، عن عمروٍ، عن (¬4) جابرٍ، عنه - صلى الله عليه وسلم -: " لا تَمَنَّوْا لقاء العَدُوِّ، وسَلُوا الله العافية، فإنكم (¬5) لا تدرون ما تُبتَلُون منهم (¬6)، فإذا لقيتموهم فقولوا: اللهم أنت ربنا وربهم، ونواصينا ونواصيهم بيدك (¬7)، وإنما تقتلهم أنت، ثم الزموا الأرض " الحديث (¬8).
¬__________
(¬1) في (ش): وسنده ما أخرجه.
(¬2) في (أ): التبليغ، والمثبت من (ش) و" المستدرك ".
(¬3) المستدرك 2/ 388 - 389، ووافقه الذهبي على تصحيحه. ولفظه عن ابن عباس قال: لما فرغ إبراهيم من بناء البيت قال: ربِّ قد فرغت، فقال: أذن في الناس بالحج، قال: رب وما يبلغ صوتي؟ قال: أذِّن وعلي البلاغ، قال: رب كيف أقول؟ قال: قل: يا أيها الناس، كُتب عليكم الحج، حج البيت العتيق، فسمعه من بين السماء والأرض، ألا ترى أنهم يجيئون من أقصى الأرض يُلَبُّون؟
وأخرجه أيضاً ابن أبي شيبة 11/ 518، وابن جرير الطبري 17/ 144، والبيهقي 5/ 176، وأورده السيوطي في " الدر المنثور " 6/ 32 وزاد نسبته إلى ابن منيع، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وهو حديث موقوف حسن.
(¬4) في (أ) و (ف): وعن، وهو خطأ.
(¬5) قوله: " وسلوا الله العافية فإنكم " لم يرد في (أ) و (ش)، وأثبته من " المستدرك ".
(¬6) في " المستدرك ": معهم.
(¬7) قوله: " ونواصينا ونواصيهم بيدك " من " المستدرك ".
(¬8) هو في " المستدرك " 3/ 38، وسنده ضعيف، فيه الخليل -وهو ابن مرة- والجمهور على تضعيفه. عمرو: هو ابن دينار.
وأخرجه أيضاً الطبراني في " الصغير " (790) من طريق الخليل بن مرة، به. قال الهيثمي في " المجمع " 6/ 152 بعد أن نسبه إلى الطبراني: وفيه الخليل بن مرة قال أبو زرعة: شيخ =

الصفحة 16