كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 7)
السهو، وفيه: " إن أحدكم إذا قام يُصَلِّي جاءه الشيطان، فلَبَّسَ عليه، حتى لا يدري كم صلَّى " (¬1).
وفي ذلك نسبة سبب النسيان إلى الشيطان، وتخصيصه بذلك ذمّاً له، كما شهد له قوله تعالى: {وما أنْسَانِيهُ إلاَّ الشيطان} [الكهف: 63].
وكذلك ثبت في " الصحيحين " (¬2) عن عائشة، عنه - صلى الله عليه وسلم - أن الالتفات في الصلاة اختلاسٌ يَخْتَلِسُه الشيطان من صلاة العبد.
وثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال في صلاة الجمعة: إنَّ تقليب الحَصَى من الشيطان (¬3)، رواه مسلم في " الصحيح " وإماما أهل السنة مالك وأحمد، وأبو داود والترمذي والنسائي وذا لفظه وأحمد به.
وخرَّج أحمد في " المسند " وأبو داود، والنسائي، والحاكم في " المستدرك " من حديث أبي ثعلبة الخُشَنِي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " إن تَفَرُّقكم في الشِّعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان " (¬4).
¬__________
(¬1) البخاري (1232)، ومسلم (389)، وأبو داود (1030)، والترمذي (397)، والنسائي 3/ 31، وابن ماجه (1216) و (1217)، وصححه ابن حبان (2683).
(¬2) كذا نسبه المؤلف إلى الصحيحين، وهو سبق قلم، فليس هو في " صحيح مسلم "، فقد أخرجه البخاري في " صحيحه " (751) و (3291)، وصححه ابن حبان (2287)، وانظر تمام تخريجه فيه.
(¬3) هو قطعة من حديث صحيح، أخرجه أحمد 2/ 10، والنسائي 2/ 236 - 237 و3/ 36.
وأخرجه من غير هذه القطعة مالك في " الموطأ " 1/ 88 - 89، ومن طريقه أحمد 2/ 65، ومسلم (580) (116)، وأبو داود (987)، والنسائي 3/ 36 - 37.
قلت: وعزو قول ابن عمر: " إن تقليب الحصى من الشيطان " إلى هذه المصادر جملة ذهول بين كما هو واضح من التخريج، وكذلك في عزوه إلى الترمذي، فإنه لم يخرج هذا الحديث.
(¬4) أحمد 4/ 193، وأبو داود (2628)، والنسائي في " الكبرى " كما في " التحفة " =