كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 7)

وفيه قصةُ علي عليه السلام في خيبر وحديثُ الراية (¬1).
وعن ابن عباس في قصة موسى أنه إنما وجد النصب بعد مجاوزته الموضع الذي أمر الله تعالى به (¬2).
فكل فعلٍ عندهم من غير إعانة الله مثل حمل الجبل على الضعيف، وقتال الواحد الضعيف لعشرة أقوياء، فإعانة الله تعالى للمؤمن واضحة، ويسمى عند هؤلاء خلقاً وتمكيناً ومشاركة في الفعل وإعانةً عليه.
وأما العاصي، فلا يُسمى الله تعالى بذلك القدر مُعِيناً له، إنما يسمى عندهم خالقاً ومُمَكِّناً ومُبْتَلِياً وممتَحناً.
ونحو ذلك قوله تعالى فيما فعله آل فرعون: {وفي ذلِكُم بَلاءٌ مِن ربِّكم عَظِيمٌ} [البقرة: 49].
ومنه: {ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ} [آل عمران: 152].
¬__________
= صالح، وضعفه جماعة.
قلت: لكن في الباب ما يشُدُّهُ عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تمنَّوا لقاء العدو، فإذا لقيتموهم فاصبروا ". أخرجه أحمد 2/ 523، ومسلم (1741)، والنسائي في السير من " الكبرى " كما في " تحفة الأشراف " 10/ 201، والبيهقي 9/ 152، وعلقه البخاري (3026).
ورواه أحمد 2/ 400 من طريق آخر عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا تمنوا لقاء العدو، فإنكم لا تدرون ما يكون في ذلك ".
وعن عبد الله بن أبي أوفى عند أحمد 4/ 353، والبخاري (3025)، ومسلم (1742) (20)، وأبي داود (2631)، والبيهقي 9/ 152.
(¬1) انظر قصة خيبر وحديث الراية في " صحيح ابن حبان " بتحقيقنا (6932) وما بعده، عن عدة من الصحابة.
(¬2) هذا قطعة من حديث ابن عباس الطويل في قصة موسى والخَضِر عليهما السلام، وانظر تخريجها في " صحيح ابن حبان " (6220).

الصفحة 17