كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 7)
وذكر الشيخ العارف السُّهْرَوَرْدِي في كتابه " عوارف المعارف " (¬1) في الباب التاسع أن الجبري زنديق إلى قوله: فأما من كان مُعتَقِداً للحلال والحرام، والحدود والأحكام، معترفاً بالمعصية إذا صدرت منه (¬2)، فهو سَلِيمٌ صحيحٌ، فصَرَّح بأن المعصية من العبد العاصي.
وقال في الباب الستين في ذكر المَقَامات من قولهم في الرضا (¬3): وقال يحيى -يعني ابن معاذ-: يرجع الأمر كله إلى هذين الأصلين: فعل منه بك، وفعل منك له، فترضى بما عَمِلَ، وتُخْلِصُ فيما تَعمَلُ. انتهى بحروفه، وهو صريحٌ فيما ذكرتُ.
وقال الأنصاري في المحاسبة (¬4): إنها تمييز ما للحق عليك مِما لك ومنك.
وهؤلاء من كبار أئمة المعرفة والصلاح.
وفي " نهاية غريب الحديث " (¬5) تأليف أبي السَّعَادات بن الأثير صاحب " جامع الأصول في أحاديث الرسول " وهي عُمْدَةُ أهل السنة في تفسير الحديث، وهو أحد علماء أهل السنة بلا نِزَاع، قال في كتابه هذا في تفسير " التثاؤب من الشيطان " كما ثبت في " الصحيحين " وغيرهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما لفظه: إنما جَعَله (¬6) من الشيطان كراهةً له، وإنما يكون من ثِقَلِ البَدَنِ، وميله إلى الكسل
¬__________
= الرحيم". وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم، وقول المصنف رحمه الله: " إسناد جيد " ليس بجيد!
(¬1) ص 72 - 73.
(¬2) بعد هذا في " العوارف ": معتقداً وجوب التوبة منها.
(¬3) ص 238.
(¬4) انظر " مدارج السالكين " 1/ 173 لابن القيم، والأنصاري: هو الإمام الحافظ أبو إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري الهروي، شيخ خراسان، وهو من ذرية صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - أبي أيوب الأنصاري. انظر السير 18/ 503 - 518.
(¬5) 1/ 204.
(¬6) في (أ) و (ش): فعله، والمثبت من " النهاية ".