كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 7)

غضبه وعقابه، وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون".
فانظر كيف جَنَّبَ غَضَبَه وعقابه اسم الشر لَمَّا كانا مقرونين بالعدل والحكمة.
وروى الترمذي نحوه من حديث عبد الله بن عمرو (¬1).
وفي حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما: " يا أرضُ رَبِّي وربك الله، أعوذ بالله من شَرِّكِ وشَرِّ ما خلق فيك، وشر ما يدُبُّ عليك " رواه أبو داود (¬2).
¬__________
= من طريقة شعبة، كلاهما عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حَبَّان أن الوليد بن المغيرة المخزومي شكا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... فذكر مثله. وهذا إسناد منقطع محمد بن يحيى بن حبان لم يدرك الوليد بن الوليد.
(¬1) الترمذي (3528) عن علي بن حُجر، عن إسماعيل بن عياش، عن محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا فَزِعَ أحدُكم في النوم فليقل: أعوذ بكلمات الله التامَّات من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون، فإنها لن تضره " قال: وكان عبد الله بن عمرو يعلِّمُها من بلغ من ولده، ومن لم يبلغ منهم كتَبَها في صكٍّ ثم علَّقها في عنقه. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
قلت: وأخرجه أيضاً أحمد 2/ 181، وأبو داود (3893)، والنسائي في " اليوم والليلة " (765)، وابن أبي شيبة 8/ 39 و63 و10/ 364، والحاكم 1/ 548 من طرق عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده، مع أن فيه محمد بن إسحاق وهو مدلس، وقد عنعن.
وأخرجه النسائي (766) من طريق أحمد بن خالد، عن ابن إسحاق، به. إلاَّ أنه ذكر فيه فزع خالد بن الوليد، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علمه هذا الدعاء.
(¬2) رقم (2603). وأخرجه أيضاً أحمد 2/ 132 و3/ 124، والنسائي في " اليوم والليلة " (563)، وصححه الحاكم 1/ 446 - 447 و2/ 100 ووافقه الذهبي، وحسنه ابن حجر كما في " الفتوحات الربانية " 5/ 164.

الصفحة 211