كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 7)

وأما الأحاديث الواردة بأنهم في النار بالتصريح، فقد أجابوا عنها بأنها كلها ضعيفةٌ، ممن قال بضعفها على الإطلاق، ولم يستثن شيئاً: الحافظ ابن الجوزي. ذكره في " جامع المسانيد " بعد رواية الحديث السادس والثمانين من مسند الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وقد روى حديث خديجة رضي الله. عنها في السؤال عن ولديها من طريق محمد بن عثمان، ثم قال: محمد بن عثمان لا يُقبل حديثه، قال: ولا يصح في تعذيب الأطفال حديثٌ. قال ابن حِبَّان: لا يجوز الاحتجاج بمحمد بن عثمان بحالٍ. انتهى كلام ابن الجوزي.
وكذلك الهيثمي أورد الحديث، ثم قال (¬1): رواه عبد الله بن أحمد، وفيه محمد بن عثمان، ثم رواه عن خديجة من طريق فيها انقطاع (¬2).
ثم روى في معناه حديثاً مرفوعاً بنحوه عن عائشة رضي الله عنها رواه أحمد، وفيه أبو عقيلٍ يحيى بن المتوكِّل، ضعَّفه جمهور الأئمة ويحيى بن معين، وفي متنه: " لو شِئْتِ لأسْمَعْتُكِ تَضاغيهم في النار " (¬3).
وأما السبكي، فقال: كلها ضعيفةٌ إلاَّ حديث سلمة بن يزيد الجُعفيِّ (¬4)،
¬__________
(¬1) 7/ 217. والحديث في " المسند " 1/ 134 - 135، ومحمد بن عثمان: قال فيه الذهبي في " الميزان " 3/ 642: لا يدرى من هو، وله خبر منكر، ثم ساق له هذا الحديث من رواية عبد الله بن أحمد.
(¬2) رواه الطبراني 23/ (27) من طريق عبد الله بن الحارث، وأبو يعلى 328/ 1 من طريق عبد الله بن نوفل أو عبد الله بن بريدة، عن خديجة. قال الهيثمي: عبد الله بن الحارث بن نوفل وابن بريدة لم يدركا خديجة.
(¬3) المسند 6/ 208، قال الحافظ في " الفتح " 3/ 290: وهو حديث ضعيف جداً، لأن في إسناده أبا عقيل يحيى بن المتوكل مولى بهية وهو متروك.
والتضاغي: الصياح والضجيج والبكاء.
(¬4) رواه أحمد 3/ 478، والبخاري في " التاريخ الكبير " 4/ 72 و73، والطبراني في " الكبير " (6319) و (6320)، والنسائي في التفسير من " السنن الكبرى " كما في " تحفة الأشراف " 4/ 55، وأبو داود في كتاب " القدر " كما في " تهذيب الكلمال " 11/ 331، والمزي =

الصفحة 248