كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 7)
فيقال: رِدُوها وادخُلُوها، فيردُها أو يدخُلُها من كان في علم الله سعيداً لو أدرك العمل، ويُمْسِكُ عنها من كان في علم الله شقيَّاً لو أدرك العمل، فيقول الله عز وجل: " إيَّاي عَصَيْتُم، فكيف رُسُلي لو أتتكم؟ " (¬1).
قال السبكي: رواه أبو سعيد الخدري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومن الناس من يُوقِفُه عليه (¬2).
وروي معناه أيضاً من حديث أنس، ومعاذ، والأسود بن سريع، وأبي هريرة، وثوبان ستَّتُهم عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وذكر عبد الحق في " العاقبة " (¬3) حديث الأسود بن سريعٍ في ذلك وصححه، ورواه أحمد في " مسنده " من حديث الأسود، وأبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقال السيد الإمام أبو عبد الله العلوي الحسني في كتابه " الجامع الكافي "
¬__________
(¬1) رواه البغوي في الجعديات (2126)، والبزار (2176)، وفيه عطية العوفي، وهو ضعيف.
(¬2) ونقل القرطبي في " التذكرة " ص 514 نحو هذا عن أبي عمر بن عبد البر.
(¬3) ص 279، وقد أورده عن مسند البزار، ولم يذكر إسناده، وهو في " كشف الأستار عن زوائد البزار " (2174) حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن الحسن، عن الأسود بن سريع، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " يُعرض على الله الأصم الذي لا يسمع شيئاً والأحمق والهرم ورجل مات في الفترة، فيقول الأصم: رب جاء الإسلام وما أعقل شيئاً، ويقول الأحمق: رب جاء الإسلام وما أعقل شيئاً، ويقول الذي مات في الفترة: رب ما أتاني لك من رسول -قال البزار: وذهب عني ما قال الرابع- قال: فيأخذ مواثيقهم ليطيعُنَّه، فيرسل إليهم تبارك وتعالى: ادخلوا النار، فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها، لكانت عليهم برداً وسلاماً ".
ورواه ابن حبان في " صحيحه " (7357) بتحقيقنا من طريق إسحاق بن راهويه عن معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن الأحنف بن قيس، عن الأسود بن سريع ... وهذا إسناده صحيح، وانظر تمام تخريجه فيه.
الصفحة 253
330