كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 7)

القبر، وهو لا يكونُ إلاَّ مع الحياة.
وقد تقدم أن الله تعالى سمى النوم وفاة، ويجور أن يكون في الخلق من مات مرتين فقط، وفيهم من مات أكثر، وفيهم من لم يمت إلاَّ مره واحدة كالملائكة.
والذين ماتوا أكثر من ثِنْتَيْنِ، كالذي أماته الله مئة عام ثم بعثه، والذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت، فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم، والرجل الذي يقتله الدجال ثم يحييه الله تعالى كما ثبت في الحديث الصحيح (¬1).
وفي الحديث: " أنا أول من تنشق عنه الأرض، فإذا موسى آخذٌ بقائمة من قوائم العرش، فما أدري أكان ممن استثناه الله تعالى، أم حوسب بصعقة الطُّور؟ " (¬2).
¬__________
= (1379)، ومسلم (2866)، والنسائي 4/ 107 - 108، وابن حبان (3130)، والبيهقي في " إثبات عذاب القبر " (48)، والبغوي (1524) من حديث ابن عمر يرفعه: " إن أحدكم إذا مات عُرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة، فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار، فمن أهل النار، يقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة ".
(¬1) روى عبد الرزاق (20824) من حديث أبي سعيد الخدري، حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الدجال، فقال فيما حدثنا: " يأتي الدجال وهو محرَّم عليه أن يدخل أنقاب المدينة، فيخرج إليه رجل وهو خير الناس يومئذ، أو من خيرهم، فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثه، فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته، أتشكون في الأمر؟ فيقولون: لا، فيسلط عليه، فيقتله، ثم يحييه، فيقول حين يحيى: والله ما كنت بأشد بصيرة فيك مني الآن، فيريد قتله الثانية، فلا يسلط عليه ". ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد 3/ 36، وابن حبان (6801)، وانظر تمام تخريجه فيه.
(¬2) رواه البخاري (2412) و (3298) و (4638) و (6916) و (6917) و (7427) من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً بلفظ: " لا تحيروا بين الأنبياء، فإن الناس يصعقون يوم القيامة، فأكون أول من تنشق عنه الأرض، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري أكان فيمن صعق، أم حوسب بصعقة الأولى؟ ". =

الصفحة 272