كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 7)

وقال أيضاً في كتابه " التبيان في آداب حملة القرآن " في الباب التاسع (¬1) منه: فصلٌ: وينبغي لمن أراد السؤال عن تقديم آيةٍ على آيةٍ في المُصحف أو مناسبة هذه الآية في هذا الموضع ونحو ذلك أن يقول: ما الحكمة في كذا.
انتهى بحروفه. ولم يعترضه في ذلك أحدٌ، بل ما زال علماء الإسلام يذكرون الحكمة في ذلك خصوصاً أئمة التفسير، وعلماء الأمة مُجمعون على تقرير ذلك وتصويبه سلفهم وخلفهم.
قال الشيخ العلامة محمد بن موسى الدميري الشافعي (¬2) في كتابه " حياة الحيوان " (¬3) في ذكر الذباب من حرف الذال: إن الله تعالى خلق الذبابة، وجعل لها الهداية إلى أن تُقَدِّم الجناح الذي فيه الداء، وتؤخِّر الذي فيه الدواء، لما فيه من الابتلاء الذي هو مَدْرَجَة (¬4) التعبد (¬5)، ومن (¬6) الامتحان الذي هو مِضمار التكليف، وله في كل شيء حكمةٌ وما يذَّكَّر إلاَّ أولو الألباب.
بل حكى هذا الكلام عن الإمام الخطَّابي (¬7) وقرره، فاتفقا معاً عليه، وردّا معاً على من طعن في الحديث الوارد من طريق أبي هريرة وأبي سعيدٍ (¬8)، وتكلَّفا
¬__________
(¬1) بل في الباب السابع ص 141 منه بتحقيق صاحبنا الأستاذ العلامة عبد القادر الأرنؤوط نفع الله به.
(¬2) هو محمد بن موسى بن عيسى بن علي، أبو البقاء كمال الدين الدميري، مهر في الفقه والأدب والحديث، وشارك في الفنون، ووعظ وخطب فأجاد، وكان ذا حظ من العبادة توفي سنة 808 هـ. وكتابه " حياة الحيوان " قال عنه السخاوي: إنه نفيس أجاده وأكثر فوائده، مع كثرة استطراده فيه من شيءٍ إلى شيءٍ. انظر " إنباء الغمر " 5/ 347، و" الضوء اللامع " 10/ 59.
(¬3) 1/ 505.
(¬4) تحرفت في الأصلين إلى " مدحه "، والمثبت من " حياة الحيوان " و" السنن ".
(¬5) تحرفت في (ش) إلى: " العبد ".
(¬6) " من " لم ترد عند الدميري والخطابي.
(¬7) وهو عنده في " معالم السنن " 4/ 259.
(¬8) رواه من حديث أبي هريرة: أحمد 2/ 229 و246 و355 و388 و398 و446، =

الصفحة 282