كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 7)

وقال محمد بن نشوان في " ضياء الحلوم " (¬1): الحكمة: فهم المعاني (¬2)، قيل: سُمِّيت حكمةً، لأنها مانعةٌ من الجهل، قال تعالى: {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} [البقرة: 269].
قلت: وقال الله تعالى في يوسف (¬3) عليه السلام: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 22].
وقال أيضاً: والحكيم (¬4): صاحب الحكمة، قيل: هو المانعُ من الفساد، وقيل: هو المصيب للحق، والحكيم من صفاته تعالى، يجوز أن يكون بمعنى العالم، ويجوز أن يكون بمعنى (¬5) الفاعل الأفعال المحكمة، والقرآن الحكيم: أي المُحْكَم (¬6)، والمحكم من القرآن: ما هو قائمٌ بنفسه، لا يفتقر إلى الاستدلال، قال: والمحكم: المجرَّب (¬7): المنسوب إلى الحكمة.
وقال ابن الأثير في " النهاية " (¬8) في تفسير اسمه " الحكيم " سبحانه، وقيل: الحكيم: ذو الحكمة، والحكمة: عبارةٌ عن معرفة أفضل الأشياء بأفضل المعلوم. وفي الحديث: " إن من الشعر لحُكْماً " (¬9) أي: كلاماً نافعاً يمنع الجهل والسَّفَةَ، وينهى عنهما، وقيل: أراد بهما المواعظ والأمثال التي ينتفع بها الناس، والحُكْم: العلم والفقة والقضاء بالعدل. ويُروى: "إن من الشعر
¬__________
(¬1) قوله: " في ضياء الحلوم " سقط من (ش). وانظر " شمس العلوم " لنشوان الحميري 1/ 452 - 454.
(¬2) في (ش): " المعنى ".
(¬3) في (ش): " ليوسف ".
(¬4) في (أ) و (ش): " والحكم "، والمثبت من " شمس العلوم ".
(¬5) عبارة: " العالم ويجوز أن يكون بمعنى " سقطت من (أ).
(¬6) قوله: " والقرآن الحكيم: أي المحكم " سقط من (ش).
(¬7) تحرفت في (ش) إلى: " المجون ".
(¬8) 1/ 418 - 419.
(¬9) حديث صحيح، وقد تقدم تخريجه 3/ 251.

الصفحة 311