كتاب المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي (اسم الجزء: 7)

والتطريز، والدرة المستحسنة في تكرار العمرة في السنة، وغير ذلك.
وكان كبير الشأن، كثير العبادة والورع، وافر الصلاح والبركة، والإيثار للفقراء مع الانقباض عن أهل الدولة وعدم الالتفات إليهم البتة، والإنكار عليهم بكل ما تصل القدرة إليه، والحط على أرباب الوظائف، ولذلك نالته ألسنتهم ونسبوه إلى حب الظهور وأوسعوا في ذلك بسبب مقالة قالها، وهي قوله من قصيدة:
ويا ليلة فيها السعادة والمنى ... لقد صغرت في جنبها ليلة القدر
وحتى أن الضياء الحموي كفره بذلك، وتناول قوله غير واحد من علماء عصره، وذكروا لذلك مخرجاً، ثم وقع له مع جماعة من علماء عصره أمور، ثم إن الضياء الحموي رغب في الاجتماع بالشيخ عبد الله اليافعي والاستغفار في حقه فأبى الشيخ عبد الله إلا بشرط أن يطلع إلى المنبر في ويوم الجمعة وقت الخطبة ويعترف بالخطأ فيما نسبه إلى الشيخ.
وقد ذكر الشيخ عبد الله جماعة من العلماء وأثنوا عليه كثيراً، منهم: الشيخ جمال الدين الأسنوي في طبقاته، فمما قاله: فضيل مكة وفاضلها، وعالم الأبطح وعاملها، إماماً يسترشد بعلومه ويقتدى، وعلماً يستضاء بأنواره، ويهتدى، ولد

الصفحة 76