كتاب المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي (اسم الجزء: 7)

حجة في هذه السنين، ثم عاد إلى مكة، وأنشد لسان الحال:
فألقت عصاها واستقر بها النوى ... كما قد عيناً بالإياب المسافر
؟ وعكف على التصنيف والإقراء، وصنف تصانيف كثيرة في أنواع من العلوم، انتهى كلام الإسناوي.
قول الشيخ بدر الدين حسن بن حبيب في تاريخه: إمام علمه يقتبس. وبركته تلتمس، وبهديه يقتدى، ومن فضله يحتذى، كان فريداً في العلم والعمل، مصروفاً إليه وجه الأمل، ذا ورع انسقت عروضه، وزهر تشرقت شموسه وتعبد يعرفه أهل الحجى، وتهجد تشهد به نجوم الدجى، وتأليف وجمع. ونظم يطرب السمع، وفوائد يرحل إليها، وكرامات يعول في المهمات عليها. ومصنفات في الأصول والعربية والتصوف ومناقب يتشوف إلى سماعها العارفون أي تشوف. انتهى كلام ابن حبيب.
قلت: ومناقب الشيخ عبد الله كثيرة، وفضائله غزيرة، وتوفي ليلة الأحد المسفر صباحها عن العشرين من جمادى الآخرة سنة ثمان وستين وسبعمائة بمكة، ودفن بالمعلاة بجوار الفضيل بن عياض، وبيعت حوائجه الحقيرة بأغلى الأثمان، بيع له مئزر عتيق بثلاثمائة درهم، وطاقية بمائة درهم، وقس على ذلك.

الصفحة 78