قرة. قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذكر عنده الحياء، فقالوا: يارسول الله الحياء من الدين؟ قال: ((لا بل هو الدين كله)) .
ثم قال رسول الله: ((إن الحياء، والعفاف، والعيَّ - عيَّ اللسان لا عيَّ القلب- من الإيمان، وإنهن يزدن في الآخرة، وينقصن من الدنيا، وما يزدن في الآخرة أكثر مما يزدن في الدنيا، وإن الشح والبذاء من النفاق، وإنهن يزدن في الدنيا، وينقصن في الآخرة، وما ينقصن في الآخرة أكثر مما يزدن في الدنيا)) (¬1) .
(حديث آخر)
¬_________
(¬1) أخرجه الطبراني في الكبير، 19/29؛ قال الهيثمي في المجمع، 8/27: فيه عبد الحميد بن سوار وهو ضعيف. ورواه الفسوي في المعرفة، 1/311.
8858 - قال الطبراني: حدثنا عبدان بن أحمد، وجعفر بن أحمد بن سنان الواسطي. قالا: حدثنا عباس بن عبد العظيم العنبري، حدثنا محمد بن جهضم، عن الأزهر بن سنان، عن شبيب بن محمد بن واسع، عن معاوية بن قرة، عن أبيه: قرة. قال: ذهبت لأسلم حين بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأردت أن أدخل معي رجلين أو ثلاثة في الإسلام، فأتيت الماء حيث مجمع الناس، وإذا أنا براعي القرية الذي يرعى أغنامهم، فقال: لا أرعى [لكم] أغنامكم، قالوا: لم؟ قال: يجيء الذئب كل ليلة، فيأخذ الشاة، وصنمنا هذا قائم لايضر ولاينفع، ولايغير، ولاينكر، قال: فرجعوا وأنا أرجوا أن يسلموا.
فلما أصبحنا جاء الراعي يشتد وهو يقول: البشرى، البشرى، قد جئ بالذئب، فهو [بين] يدي الصنم مقموطاً، فذهبت معهم فقبلوه، وسجدوا له، وقالوا: هكذا فاصنع.