كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 7)

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا مشَرَفٌ الْوَاسِطِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ السَّكَنِ، قَالَ: " كُنْتُ عِنْدَ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ , فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ , أَخْبَرَنِي عَنْ قَوْلِ مُطَرِّفٍ: " لَأَنْ أُعَافَى فَأَشْكُرَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُبْتَلَى فَأَصْبِرَ , أَهُوَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ قَوْلُ أَخِيهِ أَبِي الْعَلَاءِ: اللهُمَّ رَضِيتُ لِنَفْسِي مَا رَضِيتَ لِي؟ قَالَ: فَسَكَتَ سَكْتَةً ثُمَّ قَالَ: قَوْلُ مُطَرِّفٍ أَحَبُّ إِلَيَّ , فَقَالَ الرَّجُلُ: §كَيْفَ وَقَدْ رَضِيَ هَذَا لِنَفْسِهِ مَا رَضِيَهُ اللهُ لَهُ؟ فَقَالَ سُفْيَانُ: إِنِّي قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فَوَجَدْتُ صِفَةَ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَعَ الْعَافِيَةِ الَّتِي كَانَ فِيهَا {نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص: 44] , وَوَجَدْتُ صِفَةَ أَيُّوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَعَ الْبَلَاءِ الَّذِي كَانَ فِيهِ {نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص: 44] فَاسْتَوَتِ الصِّفَتَانِ , وَهَذَا مُعَافًى , وَهَذَا مُبْتَلًى , فَوَجَدْتُ الشُّكْرَ قَدْ قَامَ مَقَامَ الصَّبْرِ , فَلَمَّا اعْتَدَلَا كَانَتِ الْعَافِيَةُ مَعَ الشُّكْرِ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الْبَلَاءِ مَعَ الصَّبْرِ "
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ هَارُونَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الشَّاذَكُونِيُّ، ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْمَعِينِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: «§دَعِ الْكِبْرَ وَالْفَخْرَ، وَاذْكُرْ طُولَ الثَّوَاءِ فِي الْقَبْرِ»
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، ثنا سُفْيَانُ، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: " إِنَّكُمْ §لَنْ تَزَالُوا بِخَيْرٍ مَا أَحْبَبْتُمْ خِيَارَكُمْ , وَقِيلَ فِيكُمْ بِالْحَقِّ فَعُرِفَ , وَيْلٌ لَكُمْ إِذَا كَانَ الْعَالِمُ فِيكُمْ كَالشَّاةِ النَّطِيحِ , وَكَانَ يَقُولُ: اللهُمَّ مَتِّعْنَا بِخِيَارِنَا , وَأَعِنَّا عَلَى شِرَارِنَا , وَاجْعَلْنَا خِيَارًا كُلَّنَا , وَاجْعَلْ أَمْرَنَا عِنْدَ خِيَارِنَا , وَإِذَا أَذْهَبْتَ الصَّالِحِينَ فَلَا تُبْقِنَا بَعْدَهُمْ "
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، ثنا سُفْيَانُ، قَالَ: قَالَ بَعْضُهُمْ: «قَدْ §وَرَدَ الْأَوَّلُ وَالْآخَرُ مُسَاقَ مُتْعَبٍ , وَقَدْ تَقَارَبَ عَطَاءٌ جَزْلٌ , وَسَلَبٌ فَاحِشٌ , فَأَصْلِحُوا مَا تَقْدَمُونَ عَلَيْهِ بِمَا تَظْعَنُونَ عَنْهُ , فَإِنَّ -[284]- الْحَقَّ لِلْخَالِقِ , وَالشُّكْرَ لِلْمُنْعِمِ , وَإِنَّمَا الْحَيَاةُ بَعْدَ الْمَوْتِ , وَإِنَّمَا الْبَقَاءُ بَعْدَ الْقِيَامَةِ»

الصفحة 283