كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 7)

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْغِطْرِيفِيُّ، ثنا أَبُو نُعَيْمِ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: «§شَهِدْتُ ثَمَانِينَ مَوْقِفًا»
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْغِطْرِيفِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْحُلْوَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: قَالَ لِي بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ الزَّاهِدُ: «يَا سُفْيَانُ §أَقْلِلْ مِنْ مَعْرِفَةِ النَّاسِ , لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ فِي الْقِيَامَةِ غَدًا أَقَلَّ لِفَضِيحَتِكَ إِذَا نُودِيَ عَلَيْكَ بِسُوءِ أَعْمَالِكَ»
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْغِطْرِيفِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الذِّهْنِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُسَاوِرًا الْوَرَّاقَ، يَقُولُ: «إِنَّمَا §تَطِيبُ الْمَجَالِسُ بِخِفَّةِ الْجُلَسَاءِ»
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْغِطْرِيفِيُّ، ثنا ابْنُ دَاهِرٍ الْوَرَّاقُ، ثنا الْغَلَابِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ، " أَنَّ §رَجُلًا رَكِبَ الْبَحْرَ فَكُسِرَ بِهِ , فَوَقَعَ فِي جَزِيرَةٍ , فَمَكَثَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ لَا يَرَى أَحَدًا , وَلَمْ يَأْكُلْ طَعَامًا وَلَا شَرَابًا , فَتَمَثَّلَ فَقَالَ:
[البحر الوافر]
إِذَا شَابَ الْغُرَابُ أَتَيْتُ أَهْلِي ... وَصَارَ الْقَارُ كَاللَّبَنِ الْحَلِيبِ
فَأَجَابَهُ مُجِيبٌ لَا يَرَاهُ:
[البحر الوافر]
عَسَى الْكَرْبُ الَّذِي أَمْسَيْتَ ... فِيهِ يَكُونُ وَرَاءَهُ فَرَجٌ قَرِيبُ
فَنَظَرَ , فَإِذَا سَفِينَةٌ قَدْ أَقْبَلَتْ , فَلَوَّحَ لَهُمْ , فَحَمَلُوهُ فَأَصَابَ خَيْرًا كَثِيرًا "
حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَايْنِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْبَيْهَقِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عَلِيٍّ الذُّهْلِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ يَحْيَى، يَقُولُ: " كُنْتُ عِنْدَ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَشْكُو إِلَيْكَ مِنْ فُلَانَةٍ - يَعْنِي امْرَأَتَهُ - أَنَا أَذَلُّ الْأَشْيَاءِ عِنْدَهَا وَأَحْقَرُهَا فَأَطْرَقَ سُفْيَانُ مَلِيًّا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: لَعَلَّكَ رَغِبْتَ إِلَيْهَا لِتَزْدَادَ عِزًّا فَقَالَ: نَعَمْ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَالَ: §مِنْ ذَهَبَ إِلَى الْعِزِّ ابْتُلِيَ بِالذُّلِّ , وَمَنْ ذَهَبَ إِلَى الْمَالِ ابْتُلِيَ بِالْفَقْرِ , وَمَنْ ذَهَبَ إِلَى الدِّينِ يَجْمَعُ اللهُ لَهُ الْعِزَّ وَالْمَالَ مَعَ الدِّينِ , ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُهُ فَقَالَ: كُنَّا إِخْوَةً أَرْبَعَةً , -[290]- مُحَمَّدٌ , وَعِمْرَانُ , وَإِبْرَاهِيمُ , وَأَنَا , فَمُحَمَّدٌ أَكْبَرُنَا , وَعِمْرَانُ أَصْغَرُنَا , وَكُنْتُ أَوْسَطَهُمْ , فَلَمَّا أَرَادَ مُحَمَّدٌ أَنْ يَتَزَوَّجَ رَغِبَ فِي الْحَسَبِ , فَتَزَوَّجَ مَنْ هِيَ أَكْبَرُ مِنْهُ حَسَبًا , فَابْتَلَاهُ اللهُ بِالذُّلِّ , وَعِمْرَانُ رَغِبَ فِي الْمَالِ فَتَزَوَّجَ مَنْ هِيَ أَكْثَرُ مِنْهُ مَالًا فَابْتَلَاهُ اللهُ بِالْفَقْرِ: أَخَذُوا مَا فِي يَدَيْهِ وَلَمْ يُعْطُوهُ شَيْئًا , فَبَقِيتُ فِي أَمْرِهِمَا , فَقَدِمَ عَلَيْنَا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ فَشَاوَرْتُهُ , وَقَصَصْتُ عَلَيْهِ قِصَّةَ إِخْوَتِي , فَذَكَّرَنِي حَدِيثَ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ وَحَدِيثَ عَائِشَةَ , فَأَمَّا حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى أَرْبَعٍ: عَلَى دِينِهَا , وَحَسَبِهَا , وَمَالِهَا , وَجَمَالِهَا , فَعَلَيْكَ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ". وَحَدِيثُ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَعْظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُنَّ مُؤْنَةً». فَاخْتَرْتُ لِنَفْسِي الدِّينَ، وَتَخْفِيفَ الظَّهْرِ اقْتِدَاءً بِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَجَمَعَ اللهُ لِيَ الْعِزَّ وَالْمَالَ مَعَ الدِّينِ "

الصفحة 289