كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 7)
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دُرَيْدٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا يَحْيَى بْنُ يُونُسَ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: «سُئِلَ عَلِيٌّ، عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ» {§إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} [النحل: 90] قَالَ: الْعَدْلُ: الْإِنْصَافُ , وَالْإِحْسَانُ: التَّفَضُّلُ , وَسُئِلَ: لِأَيِّ شَيْءٍ سَمَّى الله عَزَّ وَجَلَّ نَفْسَهُ الْمُؤْمِنَ؟ قَالَ: يُؤْمَنُ عَذَابُهُ بِالطَّاعَةِ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثنا بَعْضُ، أَصْحَابِنَا , ثنا أَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ , قَالَ قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ عُمَرُ، لِعَبْدِ اللهِ بْنِ أَرْقَمَ: " §أَقْسِمُ بَيْتَ الْمَالِ فِي كُلِّ شَهْرٍ , لَا بَلْ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ فَقَالَ رَجُلٌ - وَهُوَ طَلْحَةُ -: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , لَوْ حَبَسْتَ شَيْئًا بَعْدَهُ عَسَى أَنْ يَأْتِيكَ أَمْرٌ يُحْتَاجُ إِلَيْهِ , فَلَوْ تَرَكْتَ عُدَّةً لِنَائِبَةٍ إِنْ نَابَتِ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ عُمَرُ: كَلِمَةٌ أَلْقَاهَا الشَّيْطَانُ عَلَى لِسَانِكَ , لَقَّنَنِي اللهُ حُجَّتَهَا , وَوَقَانِي فِتْنَتَهَا , لَتَكُونَنَّ فِتْنَةً لِقَوْمٍ بَعْدِي , أَعْصِي اللهَ الْعَامَ مَخَافَةَ عَامٍ قَابِلٍ؟ بَلْ أُعِدُّ لَهُمْ مَا أَعَدَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , يَقُولُ اللهُ {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 3] "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثنا بَعْضُ، أَصْحَابِنَا , ثنا أَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ، قَالَ: " سُئِلَ سُفْيَانَ، عَنْ قَوْلِهِ {§لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [الأنبياء: 10] قَالَ: أَنْزَلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ , فَهُمُ الَّذِينَ كَانُوا يَشْرُفُونَ بِهَا , وَيَفْضُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِهَا , مِنْ حُسْنِ الْجِوَارِ , وَوَفَاءٍ بِالْعَهْدِ , وَصِدْقِ الْحَدِيثِ , وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ , فَقَالَ: إِنَّمَا جَاءَكُمْ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَارِمِ أَخْلَاقِكُمُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تَشْرُفُونَ وَتُعَظَّمُونَ , انْظُرُوا هَلْ جَاءَ بِشَيْءٍ مِمَّا كُنْتُمْ تَعِيبُونَ مِنَ الْأَخْلَاقِ الْقَبِيحَةِ الَّتِي كُنْتُمْ تَعِيبُونَهَا؟ فَلَمْ يُقَبِحِ الْقَبِيحَ , وَلَمْ يُحَسِّنِ الْحَسَنَ؟ " وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ: «أَمْسَكَ عَلَيْكُمْ دِينُكُمْ أَخْلَاقَ الْقُرْآنِ» وَقَالَ مُجَاهِدٌ -[292]-: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح: 4] قَالَ: لَا أُذْكَرُ إِلَّا ذُكِرْتَ مَعِي , أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ , وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الصفحة 291