كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 7)

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ طِلَابٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، " وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَقَالَ: لَا أَدْرِي , فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ , إِنَّهَا قَدْ كَانَتْ , فَقَالَ لَهُ سُفْيَانُ: §فَإِذَا قَدْ كَانَ قَدْ كَانَتْ , وَأَنَا لَا أَدْرِي , فَإِيشِ يُعْمَلُ؟ "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، ثنا مَرْوَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، " وَقَالَ لِشَيْخٍ عِنْدَهُ أَوْ إِلَى جَانِبِهِ -: يَا شَيْخُ , بَلَغَنِي أَنَّكَ §تُفْتِي فِي بِلَادِكَ , قَالَ: نَعَمْ , يَا أَبَا مُحَمَّدٍ , قَالَ: أَحْمَقُ وَاللهِ "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، ثنا أَحْمَدُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: " صَلَّيْنَا مَعَ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَلَى جَنَازَةٍ , §فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَقَالَ: مَا أُحْسِنُ "
قَالَ: وَسَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ: " وَسَأَلَهُ، رَجُلٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَنَحْنُ عِنْدَهُ جُلُوسٌ , يَا أَبَا مُحَمَّدٍ , إِنَّا نَغْزُو أَرْضَ الرُّومِ , فَيُخْرَجُ مَعَنَا بِالطَّاحُونَةِ؟ فَقَالَ: §سَلْ عَنْ هَذَا أَهْلَ الشَّامِ , فَإِنَّهُمْ أَعْلَمُ بِهِ مِنَّا "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْرَائِيلَ أَبُو مُحَمَّدٍ اللُّؤْلُؤِيُّ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الرَّقِّيُّ، قَالَ: " كُنْتُ عِنْدَ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ , فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ , مَا تَقُولُ: الْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ؟ قَالَ: §يَزِيدُ مَا شَاءَ اللهُ , وَيَنْقُصُ حَتَّى لَا يَبْقَى مَعَكَ مِنْهُ شَيْءٌ , وَعَقَدَ بِثَلَاثَةِ أَصَابِعَ , وَحَلَّقَ بِالْإِبْهَامِ وَالسَّبَّابَةِ , قَالَ: فَإِنَّ قَوْمًا يَقُولُونَ: الْإِيمَانُ كَلَامٌ؟ قَالَ: قَدْ كَانَ الْقَوْلَ قَوْلُهُمْ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ أَحْكَامُ الْإِيمَانِ وَحُدُودُهُ , بَعَثَ اللهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّاسِ أَنْ يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ , فَإِذَا قَالُوهَا حَقَنُوا بِهَا دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا , وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ , فَلَمَّا عَلِمَ اللهُ صِدْقَ ذَلِكَ مِنْ قُلُوبِهِمْ أَمَرَهُ أَنْ يَأْمُرَهُمْ بِأَنْ يُقِيمُوا الصَّلَاةَ , فَأَمَرَهُمْ فَفَعَلُوا , وَلَوْ لَمْ يَفْعَلُوا مَا نَفَعَهُمُ الْإِقْرَارُ الْأَوَّلُ , فَلَمَّا عَلِمَ اللهُ تَعَالَى صِدْقَ ذَلِكَ مِنْ قُلُوبِهِمْ , أَمَرَهُ أَنْ يَأْمُرَهُمْ أَنْ يُهَاجِرُوا إِلَى الْمَدِينَةِ , فَأَمَرَهُمْ فَفَعَلُوا , وَلَوْ لَمْ يَفْعَلُوا مَا نَفَعَهُمُ الْإِقْرَارُ الْأَوَّلُ , وَلَا الصَّلَاةُ , فَلَمَّا عَلِمَ اللهُ صِدْقَ ذَلِكَ مِنْ قُلُوبِهِمْ أَمَرَهُ أَنْ يَأْمُرَهُمْ أَنْ يَرْجِعُوا إِلَى مَكَّةَ فَيُقَاتِلُوا آبَاءَهُمْ -[296]- وَأَبْنَاءَهُمْ حَتَّى يُقِرُّوا بِمِثْلِ إِقْرَارِهِمْ , وَيَشْهَدُوا بِمِثْلِ شَهَادَتِهِمْ , حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَجِيءَ بِالرَّأْسِ فَيَقُولَ: يَا رَسُولَ اللهِ , هَذَا رَأْسُ الشَّيْخِ الضَّالِّ , فَأَمَرَهُمْ فَفَعَلُوا , وَلَمْ لَمْ يَفْعَلُوا مَا نَفَعَهُمُ الْإِقْرَارُ الْأَوَّلُ وَلَا الصَّلَاةُ وَلَا الْهِجْرَةُ , فَلَمَّا عَلِمَ اللهُ صِدْقَ ذَلِكَ مِنْ قُلُوبِهِمْ أَمَرَهُمْ أَنْ يَطُوفُوا بِالْبَيْتِ تعَبُّدًا , وَيَحْلِقُوا رُءُوسَهُمْ تَذَلُّلًا , فَفَعَلُوا , وَلَوْ لَمْ يَفْعَلُوا مَا نَفَعَهُمُ الْإِقْرَارُ الْأَوَّلُ، وَلَا الصَّلَاةُ، وَلَا الْهِجْرَةُ، وَلَا الرُّجُوعُ إِلَى مَكَّةَ , فَلَمَّا عَلِمَ اللهُ صِدْقَ ذَلِكَ مِنْ قُلُوبِهِمْ أَمَرَهُ أَنْ يَأْمُرَهُمْ أَنْ يُؤْتُوا الزَّكَاةَ: قَلِيلَهَا وَكَثِيرَهَا , فَأَمَرَهُمْ فَفَعَلُوا , وَلَوْ لَمْ يَفْعَلُوا مَا نَفَعَهُمُ الْإِقْرَارُ الْأَوَّلُ وَلَا الصَّلَاةُ وَلَا الْهِجْرَةُ وَلَا الرُّجُوعُ إِلَى مَكَّةَ , وَلَا طَوَافُهُمْ بِالْبَيْتِ , وَلَا حَلْقُهُمْ رُءُوسَهُمْ , فَلَمَّا عَلِمَ اللهُ مَا تَتَابَعَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْفَرَائِضِ وَمُثُولَهُمْ لَهَا قَالَ لَهُ: قُلْ لَهُمْ {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] فَمَنْ تَرَكَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ كَسَلًا أَوْ مُجُونًا أَدَّبْنَاهُ عَلَيْهِ , وَكَانَ عِنْدَنَا نَاقِصَ الْإِيمَانِ , وَمَنْ تَرَكَهَا عَامِدًا كَانَ بِهَا كَافِرًا , هَذِهِ السُّنَّةُ , أَبْلِغْ عَنِّي مَنْ سَأَلَكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ "

الصفحة 295