كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 7)

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا سُفْيَانُ، قَالَ: «§لَمْ نَعْلَمْ أَحَدًا كَانَ أَشَدَّ تَشَبُّهًا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ»
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثنا بَعْضُ، أَصْحَابِنَا: قَالَ أَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: " سُئِلَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ قَوْلِهِ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [السجدة: 16] قَالَ: هِيَ الْمَكْتُوبَةُ , {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [البقرة: 3] قَالَ: الْقُرْآنُ , أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} [الحجر: 87] إِلَى قَوْلِهِ {وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [طه: 131] وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَا مِنْ صَدَقَةٍ أَفْضَلُ مِنْ قَوْلٍ» قَالَ سُفْيَانُ: وَلَا قَوْلَ أَفْضَلُ مِنَ الْقُرْآنِ , أَلَا تَرَى أَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أَفْضَلَ مِنْ قَوْلِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ , وَلَا قَوْلٍ أَعْظَمَ وَلَا أَشَرَّ مِنَ الشِّرْكِ؟ قَالَ اللهُ تَعَالَى {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ} [الكهف: 5] , وَقَالَ: {تَكَادُ السَّمَوَاتِ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ} الْآيَةَ "
وَقَالَ سُفْيَانُ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: " §مَا مِنْ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ لِسَانٍ صَادِقٍ , وَهُوَ قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثنا بَعْضُ، أَصْحَابِنَا , ثنا أَبُو تَوْبَةَ، قَالَ: " سُئِلَ سُفْيَانُ، عَنْ قَوْلِهِ: «§اللهُمَّ صَلِّي عَلَى مُحَمَّدٍ , وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ , كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ»؟ قَالَ: أَكْرَمَ اللهُ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى عَلَيْهِمْ كَمَا صَلَّى عَلَى الْأَنْبِيَاءِ , فَقَالَ {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ "} [الأحزاب: 43] , وَقَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} [التوبة: 103] وَالسَّكَنُ مِنَ السَّكِينَةِ , فَصَلَّى عَلَيْهِمْ كَمَا صَلَّى عَلَى إِبْرَاهِيمَ , وَعَلَى إِسْمَاعِيلَ , وَإِسْحَاقَ , وَيَعْقُوبَ , وَالْأَسْبَاطِ , وَهَؤُلَاءِ الْأَنْبِيَاءُ الْمَخْصُوصُونَ مِنْهُمْ , وَعَمَّ اللهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِالصَّلَاةِ , وَأَدْخَلَهُمْ فِيمَا دَخَلَ فِيهِ نَبِيُّهُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَلَمْ يَدْخُلْ فِي شَيْءٍ إِلَّا دَخَلَتْ فِيهِ أُمَّتُهُ , وَتَلَا قَوْلَهُ {إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} [الأحزاب: 56]
-[302]- الْآيَةَ , وَقَالَ: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ} [الأحزاب: 43] وَذَكَرَ قَوْلَهُ {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ} [الفتح: 2] إِلَى قَوْلِهِ: {مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [البقرة: 25] الْقِصَّةَ "

الصفحة 301